تَصَوَّرْ أَيُّها الشَّهيدُ

مها حمادة الصائغ/ إذاعة الكفيل
عدد المشاهدات : 143

يحدث أحيانًا أن نُصاب بالعجز أمام ما قدّموا من إنجازات، فنشعر بتفاهة ما حولنا من أحداث، ونزهد في كلّ طقوس الحياة المحيطة بنا على الرغم من كوننا شبابًا.. تفقد الأشياء قيمتها وأهمّيتها لدينا، ويُخال إلينا أنّ الحياة توقّفت عن النبض، فتتساوى الأمكنة والأوقات.. نبقى في وَحدة، وتبقى أيّها الشهيد قريبًا، فلا شيء معنا سوى الإحساس بالغربة.. لتفشل كلّ المحاولات في الانتزاع من الوَحدة، ونبقى في دائرة البحث في ذكريات أيّ شهيد لمدّة طويلة.. نبحث فيها عن نور نسير به لنسحق الألم، ونكتب يومًا اسمًا فيه دروس من قافلة الحسين (عليه السلام)، من حجازه إلى كربلائه، ونقف بالحزن على مشارف شين الشام الحزين.. مهلًا، فما نزال ننقش اسمًا بعد اسم فوق جبين كلّ مدينة، فلكلّ شهيد منهم صورة.. لأجل بساطة عيشكم صرنا صغارًا نلملم ذواتنا.. نجمع تحت أسمائكم حياتنا.. ونقرأ دروسًا في التواضع والإيثار، علّقتها حقيقة فعالكم.. فأسماؤكم على كلّ ساتر، تحكي وتسامر.. وتشرق شمس الأمل فجأة عند لقائنا في لحظة عابرة.. فيشرق معها إصرارنا على الحياة من جديد..