رياض الزهراء العدد 181 التربية الرقمية
تَداخُلُ التَّربِيَةِ الرَّقمِيَّةِ مَعَ التَّربِيَةِ الأُسَرِيَّةِ.. مَطلَبٌ مَاسٌّ وحَتمِيٌّ
تشابك العالم الرقمي مع حياتنا اليومية وسرعة انتشاره وتغلغله بصفته حاجة أساسية في جميع مجالات الحياة، يدفعنا إلى إيجاد طرق عميقة ومختلفة وابتكارها، تعمل على تخفيف أضراره عن طريق الاستخدام الأمثل بما هو متدفّق. ويأتي دور التربية الرقمية لتحديد السلوكيات الصحيحة، والمهارات المنتجة في التعامل مع التكنولوجيا بالمستوى الذي تؤدّيه التربية الأسرية التي تسعى إلى تنشئة الأبناء على القِيم والمبادئ. وتعمل التربية الرقمية على دمج القِيم والأخلاق بالعالم الرقمي من أجل مواكبة المستجدّات في هذا العالم الفسيح والمتطوّر، مثلما تهدف إلى مساعدة البشرية في استخدام العالم الرقمي بوعي وتنظيم وفائدة. ومن بين هذه القواعد التي تهدف إلى معايير الاستعمال الواجب اتّباعها، كيفية التعامل مع العالم الرقمي من جوانب عديدة، منها الوقت المستهلَك، ونوع المشاهَدة، وكيفية انتقاء المواضيع ووَفق ماذا، وما سبل الاستفادة، فقد أصبحت هناك مهامّ جديدة على مستوى الوَحدة الأولى للتربية أي العائلة، ألا وهي معرفة خفايا الرقمنة من أجل متابعة الأبناء واتجاهاتهم ومعرفة رغباتهم وما يشاهدونه في هذا العالم الواسع، مضافًا إلى دور الأهل المهمّ في فهم الرسائل الموجّهة إلى أولادهم، سواء بصيغة الفيديو أو بالصورة أو بالنصّ. كلّما انخفض مستوى معرفة الآباء بالأجهزة الحديثة ومهاراتهم بشأن تطبيقاتها أدّى ذلك إلى: 1- زيادة خطورتها على الأبناء. 2- عدم معرفة أسباب التغييرات الفكرية والمعرفية لدى الأبناء، وتغيّر أمزجتهم وتقلّبها بين الحزن والعناد والفرح والتوتّر. 3- عدم معرفة متطلّبات الأبناء بوصفها نتيجةً حتمية من جرّاء متابعاتهم للرسائل المتنوّعة التي ترد في العالم الرقمي. 4- عدم معرفتهم بسدّ الفجوة التي تكبر بمرور الزمن من جرّاء اختلاف عالم الرقمنة الذي يعيشه الأولاد مع العالم الكلاسيكي الذي يعيشه الآباء. 5- عدم معرفتهم بطرق التشجيع وتطوير مهارات أولادهم الذين يمتلكون هوايات ومعارف في العالم الرقمي. إنّ التغيير والابتكارات التقنية السريعة يفرض على الوالدين تطوير مهاراتهم ومعارفهم؛ ليتمكّنوا من مواكبة العالم الرقمي، والتأقلم والاستفادة بما يناسب اطّلاعهم وترتيب توجّهاتهم وتوجّهات أبنائهم، وليتمكّن الوالدان من تقديم المساعدة للأبناء بما يخدم مسيرة الحياة والدراسة، وتطوير هواياتهم بذكاء أكثر ووقت أقلّ عن طريق معرفة متطلّبات البيئة التكنولوجية، وتجديد المهارات والمعرفة لمواكبة سرعة التدفّق المعلوماتي.