رياض الزهراء العدد 181 الصحّة النفسية
التَّأتَأَةُ أو التَّلَعثُمُ عِندَ الطِّفلِ
إنّها مشكلة في الطلاقة الكلامية، إذ يعلم الطفل ماذا يريد أن يقول، لكنّه يجد صعوبة في قوله، وقد تبدأ عادةً في عمر السنتين والخمس سنوات، وهي على نوعين: التأتأة المبكرة، والمتأخّرة (المكتسبة) أو التلعثم التنموي، وتظهر في مرحلة الطفولة، وتعدّ من أكثر الأنواع شيوعًا، أمّا التلعثم المكتسب فيحدث لدى البالغين والأطفال في مراحل عمرية متأخّرة. أسباب التأتأة: هناك العديد من الأسباب، إذ لا تحدث بسبب واحد، فهناك عوامل كثيرة تسبّبها وتعمل على استمراريتها، منها: • الوراثة: إذا كان أحد أفراد العائلة من طرف الأمّ أو الأب لديه المشكلة نفسها. • الأسباب العصبية: مثل إصابات الدماغ. • الأسباب النفسية: غالبًا ما تكون بسبب فراق الأبوين، أو المشاجرات في البيت. ومن أعراضها صعوبة البدء بنطق كلمة أو جملة، أو تكرار الكلمات بشكل مفرط، والإطالة في نطق الكلمات، ورمشة العين بشكل سريع، ورعشة الشفاه، والتوتّر عند التحدّث، وتغيّر تعابير الوجه والجسم. العلاج: • الشفاء الطبيعي: في بعض الحالات يكون الشفاء تلقائيًا وطبيعيًا، إذ تختفي التأتأة بدون أيّ تدخّل أو علاج، بخاصّة عندما يكون الطفل بعمر 2-5 سنوات. • العلاج غير المباشر: يعمل اختصاصي النطق مع الأهل؛ لمساعدة الطفل عبر نصائح وتعليمات ترشد الأهل إلى كيفية التعامل مع المشكلة، وأهمّ هذه الإرشادات عدم وضع الطفل تحت ضغط للتكلّم، وعدم تنبيهه بشكل جارح على الكلام، وتكلّمهم معه بجمل قصيرة وواضحة، وتوفير بيئة مريحة ومناسبة للتكلّم. • العلاج المباشر: يعلّم اختصاصي النطق الطفل على إبطاء معدّل الكلام. • العلاج السلوكي المعرفي: علاج نفسي يساعد على تغيير طريقة التفكير، وتغيير سلوك الأشخاص، وقد يشتمل على تمارين لتمديد طول الصوت، وتمارين الاسترخاء والتنفّس العميق، واستخدام الأجهزة الإلكترونية التي تساعد على إدارة خطاب الأفراد، وتحسين طلاقة لغتهم، وتساعدهم على إبطاء حديثهم ومحاولة تقليد الكلام، بحيث يبدو كأنّ الشخص يتحدّث بانسجام مع شخص آخر. • العلاج الدوائي: تستعمل بعض الأدوية لعلاج التأتأة. هناك خطوات يُنصح الوالدان باتّباعها لمساعدة الطفل، وهي التحلّي بالصبر، وتجنّب طلب تحدّث الطفل بدقّة، أو بشكل صحيح في جميع الأوقات، وتجنّب التصحيحات والانتقادات والتعليقات، وتجنّب جعله يتحدّث بصوت عالٍ عندما يكون غير مرتاح، وعدم مقاطعته أو إجباره على التحدّث من جديد، والتكلّم ببطء ووضوح عند مخاطبته مع المحافظة على اتّصال العين عند الحديث معه، وصرف انتباهه لشيء آخر عندما يبكي، وتجنّب مقارنته بالآخرين، وضرورة التعاون مع المعالج بأداء التدريبات المنزلية بانتظام، وليستعن بقوله تعالى: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) (طه: 25ـ 28).