الجُرثُومَةُ البَائِسَةُ

زينب إبراهيم الديلميّ/ اليمن
عدد المشاهدات : 198

كان مالك يحبّ أن يحافظ على نظافته الشخصية دومًا، فعندما يعود من المدرسة كان يغسل يديه بالماء والصابون فور انتهائه من اللعب. وفي يوم من الأيام دخلت جرثومة صغيرة بائسة إلى المنزل، فاستاءت جدًا عندما رأت مالك يهتمّ بنظافته، فقالت في نفسها: يا لهذا الفتى، إنّه لا يحبّ الجراثيم، ودائمًا يقتلنا بالماء والصابون! وذات مرّة انتهى مالك من تناول وجبة العشاء وذهب لينام باكرًا، ونسي أن يغسل يديه بعد الطعام، واستغلّت الجرثومة الفرصة لتلوّث يدي مالك وتسبّب له الأمراض. ولكن مالك أخذ يفكّر: هل قمتُ بغسل يديّ أم لا؟ فتأمّل يديه ووجد جرثومة مزعجة، فسألها: _ من أين أتيتِ أيّتها الجرثومة؟ _ إنّي أراكَ تحافظ على نفسك دومًا، وتهتمّ بالنظافة كثيرًا، وهذا ما يزعجني بشدّة، والآن رأيتُكَ لم تغسل يديكَ، فقرّرتُ أن أبقى فيهما؛ لأنّهما مليئتان بالجراثيم، وهذا ما يريحني بشدّة. أجابها مالك: _ هكذا إذًا، وأنا أيضًا أيّتها الجرثومة المتطفّلة، لا أحبّ الأوساخ أن تبقى عالقة في يديّ، وسأحاربكِ بالمحافظة على نظافتي الشخصية بغسل يديّ بالماء والصابون، وتنظيف أسناني بالفرشاة والمعجون قبل النوم وبعد تناول الطعام، وأحافظ على نظافة بيتي ومدرستي ومدينتي، والأماكن التي أذهب إليها؛ حتى تكون البيئة المحيطة بي خالية منكِ وتبقى دومًا نظيفة ونقيّة. وذهب مالك ليغسل يديه، وعلى الفور تخلّص من الجرثومة البائسة التي أخذت تصرخ قائلةً: _ آهٍ يا مالك، ستقتلني بالماء والصابون. قال مالك: _ أجل، أقتلكِ وأرمي الأوساخ، فالنظافة من أساسيات حياتنا، فهذا ديننا الجميل يريدنا أن نحافظ على نظافة أنفسنا ونظافة مجتمعنا، عملًا بقول نبيّنا ومعلّمنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): "تخلّلوا فإنّه من النظافة، والنظافة من الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنّة"(1). ....................... (1) بحار الأنوار: ج59، ص291.