صَبرٌ وَوَجَعٌ

زينب خليل آل بريهي/ كندا
عدد المشاهدات : 162

لطالما آمنتُ بأنّ الحياة تمنحنا أيامًا مقفِرة، تحمل معها مثقال ذرّة من الوجع، حتى يتحوّل هذا الوجع إلى عتاب قديم اختبأ تحت الجلد ونام. لطالما كتمتُ الكثير من الآلام حتى نامت فوق قلبي مثل طعنة دقيقة محمّلة بالكثير من البوح العميق، بعدما اكتشفتُ أنّ الأيام تمضي ببطء وقوّة. فما معنى الصبر؟ كيف نراه ونتحمّله؟ إلى أين يأخذنا؟ كيف يحيط بحناجرنا، فيحجم الكلام ويرسله بغصّة وتنهيدة ثقيلة؟ حسنًا، بعد بحث عميق في معاجم الحياة، وجدتُ الصبر ما هو إلّا حبس النفس عن الجزع. ماذا عن شخصية الصابر؟ تيقّنتُ بأنّه شخص راضٍ، صبّر نفسه وانتظر في هدوء واطمئنان بدون شكوى أو عجل. مرّة أخرى أجد نفسي أمام هذه الشواهد وأتساءل: هل الصبر يعني البكاء والرضا بالقدر؟ أم نحن ما نزال تائهين في غابة الانكسار والصمت؟ كيف لأرواحنا أن تعبر هذه الدنيا؟! فما نزال نردّد: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ) (يوسف: 18)، وننتظر يوسف الزهراء (عليهما السلام) ودولته الكريمة في جميع حكايات صبرنا.