"لَا تَطلُبُوا عَثَراتِ المُؤمِنينَ..."

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 272

قال الله تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (الحجرات: 12). التجسّس هو مطلق التفتيش عن أحوال الناس، بغضّ النظر عن الغاية من ذلك، فقد يكون بسبب مرض نفسي أو لغاية تتبّع عثرات المؤمنين، أو للوقوف على عثرة امرأة مثلًا وهكذا، لهذا حرّمت الشريعة الإسلامية ذلك، فقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يؤاخي الرجل الرجل على دينه، فيحصي عليه عثراته وزلّاته ليعيّره بها يومًا ما"(1)، ورُوي عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "لا تطلبوا عثرات المؤمنين، فإنّ مَن تتبّع عثرات أخيه تتبّع الله عثراته"(2)، وعنه (صلّى الله عليه وآله): "إيّاكم والظنّ، فإنّ الظنّ أكذب الحديث، ولا تجسّسوا ولا تحسّسوا...."(3)، فلا بدّ للمؤمن من أن يحمل أخاه المؤمن على سبعين محملًا، ويستر على عيوبه، ولا يتتبّع عثراته، ولا ينشرها، بخاصّة في وسائل التواصل الاجتماعي، فكلّ ما سمعته أذناه عن أخيه المؤمن، بل حتى لو تأكّد من العيب فلا بدّ من أن يتورّع عن نقله، وليتذكر المرء عيوب نفسه، وينشغل بها عن عيوب الآخرين، والحمد لله ربّ العالمين. ................................................... (1) وسائل الشيعة: ج12، ص276. (2) شرح أصول الكافي: ج10، ص4. (3) شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام): ص634.