الغِيبَةُ وَآثارُها السَّلبِيَّةُ فِي الفَردِ والمُجتَمَعِ

آمال شاكر الأسديّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 221

الغِيبَةُ وَآثارُها السَّلبِيَّةُ فِي الفَردِ والمُجتَمَعِ آمال شاكر الأسديّ/ كربلاء المقدسة من الأمراض الأخلاقية الاجتماعية المنتشرة في المجتمع الغيبة، فإذا كان انتشار الوباء بسبب فايروس يدخل الجسم وينتشر في الجوّ؛ فالغيبة بحدّ ذاتها فايروس يسبّب انتشار أوبئة أخلاقية روحية، كالحقد، والبغض، وفقدان الثقة، وانتشار الخلافات، وبذر سموم الكراهية في صفوف المسلمين، وقد نهانا الله عنها فقال تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) (الحجرات: 12). فجاءت (كلمة "ميتًا" للتعبير عن أنّ الاغتياب إنّما يقع في غياب الأفراد، فمَثَلهم كمَثَل الموتى الذين لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم، وهذا الفعل أقبح ظلم يصدر عن الإنسان في حقّ أخيه)(1). وخطورة الغيبة أكثر من الزنا، فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "يا أبا ذرّ، إيّاكَ والغيبة، فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا، قلتُ: ولِمَ ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنّ الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تُغفر حتى يغفرها صاحبها، يا أبا ذرّ سِباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله.."(٢). ولكلّ جارحة حقّ، فحقّ اللسان والقلب تطهيرهما من الأدران والرذائل، فقد ورد في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام) أنّه قال: "وحقّ السمع تنزيهه عن سماع الغيبة، وسماع ما لا يحلّ سماعه"(٣). وللتخلّص من الغيبة ينبغي على الفرد أن يطهّر نفسه عن طريق بناء الشخصية والتفكير في العواقب السيّئة فيها، وما ينتج عنها من نتائج مشؤومة، ويطهّر قلبه عن طريق الرياضة النفسيّة(4). ويتذكّر مفاسدها الأخروية، وأنّ حسناته تُنقل إلى مَن استغابه، وكذا تنتقل سيّئات المستغاب إلى المغتاب(5). ............................... (1) الأمثل في تفسير كتاب الله المُنزل: ج16، ص 551. (2) وسائل الشيعة: ج12، ص 281. (3) شرح رسالة الحقوق: ص ١٢٣. (4) يُنظر: جامع السعادات: ج٢، ص١٢٣. (5) يُنظر: الذنوب الكبيرة: ج2، ص ٣٤٨.