رياض الزهراء العدد 183 شمس خلف السحاب
غَائِبِي..
غاب منذ مئات السنين.. في كلّ يوم يزداد إليه الحنين.. غائب، لكنّه أقرب من الوتين.. ذاك الذي لا يختلف عن الحسين الشهيد.. مناصرًا لدينه.. يهتف في وجه اللعين.. سننتصر.. ذلك وعد الخالق.. حتى ولو بعد حين.. مهما طال الغياب وزادت.. ظلمة الأيام.. فلا بدّ من أن يأتي ذلك اليوم.. الذي تنجلي فيه الهموم، وتشرق شمس قائمنا.. حينها سيغتبط مَن بقي متمسّكًا بولايته، ممهّدًا لدولته.. وسيندم مَن سقط بعد التمحيص والتمييز والغربلة.. متى تعود؟ سيّدي القلب أصبح ظمآن.. متى يشرق علينا نوركَ فنرتوي.. فكلّ الذين غابوا قد رجعوا.. فماذا عنكَ يا أملي؟ هل من لقاء يا بن فاطم! لتصبح الدنيا زاهيةً بظلّكَ يا بن النبيّ المصطفى.. هل سننصره؟ فخديجة (عليها السلام) قد نصرت النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وآزرته.. وفاطمة الزهراء (عليها السلام) وقفت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) وساندته.. والحوراء زينب (عليها السلام) نشرت نهضة الحسين (عليه السلام).. وأكملت الطريق.. ماذا عن إمام زماننا! هل سيجد فينا مَن تكون كذلك؟ تنصره في غيبته قبل ظهوره؟ تصلح نفسها وتمهّدها لقدومه؟ مَن قال بأنّ اليتيم مَن فَقَد أمّه أو أباه؟ فاليتيم حقًّا مَن فَقَد عطف مولاه.. ورأفته، وحبّه، ورحمته..