سَاعَةٌ أُسَرِيَّةٌ

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 181

مضمون السؤال: أنا سيّدة متزوجة منذ 13 عامًا، أطمح إلى أن أؤسّس حياة كريمة لأبنائي، فما الخطوات التي تسهم في استمرارية الحياة الزوجية مفعمة بالحيوية والتقدّم من غير أن تُبلى استنادًا إلى الحديث الشريف المرويّ عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله): (...وقد رأيتم الليل والنهار يبليانِ كلّ جديد...)(1)، فبماذا تنصحوننا؟ مضمون الردّ: من المسائل الضرورية في الحياة الزوجية مسألة تخصيص وقت من الليل أو النهار لمناقشة قضايا الأسرة بشكل هادئ وهادف، إذ من الملاحظ أنّ العلاقة الأسرية علاقة مبتنية على السطحية في التعامل في أغلب الأوقات، فتُترك الأمور على عواهنها مثلما يُقال، ونلاحظ بأنّ الزوجينِ لا يرمّمان العلاقة الزوجية، فالحياة الزوجية تشبه البناء، فالذي يبني عمارة على أفضل الأسس الهندسية، فإنّه يحاول أن يقوم بعملية صيانة مستمرّة للبناء الذي بُني. والعلاقة الزوجية بناء مقدّس، وهذا البناء المقدّس يحتاج إلى المتابعة والترميم، وتقوية الأواصر بين أفراد العائلة بين الحين والآخر، وفي عالم الطبيعة هنالك ما يسمّى بعوامل التعرية التي تحطّ من البناء الشامخ كالجبال، ومن المعلوم أنّ السهول تتشكّل بفعل الرياح التي تهبّ عليها، فكذلك الحياة الزوجية تشبه الجبل الأشمّ، مع أنّه بناء محكم، لكنّه يتأثر بالعوامل الطبيعية المتوالية عليه، فمرور الزمن لوحده من موجبات التآكل من دون إضافة عامل آخر، وقد ورد في الأحاديث الشريفة أنّ طبيعة الأيام والليالي أنّها تسلب بهجة الأشياء، ومنها الحياة الزوجية. ونلاحظ أنّ بعض الأزواج منذ الأيام الأولى من زواجهم إلى يوم وفاتهم لم يجلسوا جلسةً واحدة لصيانة عشّهم الزوجي، يناقشون فيها السلبيات والإيجابيات في حياتهم؛ حتى في المناسبات المميّزة، مثل ذكرى زواجهم، وهي من المحطّات التي يمكن أن يجعلها الإنسان ذريعةً لهذه الجلسة، وذكرى زواج النورين: الإمام عليّ (عليه السلام) والسيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المناسبات المباركة، فيمكن أن نخصّصها لبحث القضايا الأسرية، حفاظًا عليها وتقويةً لبنيانها.