قِصَّةُ طَالُوتَ
قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (البقرة: 246) هذه القصّة تحكي جانبًا من تاريخ بني إسرائيل بعد وفاة النبيّ موسى (عليه السلام)، حيث طلب جماعة كبيرة من بني إسرائيل من نبيّهم أشموئيل(1) أن يختار لهم ملكًا قائدًا؛ ليقاتلوا عدوّهم ـ جالوت وجنوده ـ فقال نبيّهم: من الممكن أن يصدر الأمر إليكم بالجهاد فلا تطيعون! قالوا: كيف لا نحارب عدوّنا الذي أبعدنا عن أوطاننا، وفرّق بيننا وبين أبنائنا؟! فاستجاب لهم وقال: إنّ الله اختار لكم قائدًا اسمه (طالوت)، فاعترض بنو إسرائيل على (طالوت)؛ لأنّه لم يكن من سلالة الملوك ولا من الأغنياء، بل كان راعيًا للغنم . فقال نبيّهم: إنّ الله زاده علمًا وقوّةً في البدن، فطلبوا دليلًا على أنّ (طالوت) هو الذي اختاره الله ملكًا. فقال نبيّهم: الدليل هو مجيء التابوت، وهو عبارة عن صندوق وضع فيه نبيّ الله موسى (عليه السلام) الألواح المقدّسة، ودرعه وأشياء أخرى، وكان بنو إسرائيل يحملونه معهم كلّما نشبت حرب، فيشعرون بالسكينة، ولكنّهم بعدما ابتعدوا عن الدين، غلبهم الأعداء وسلبوه منهم، ولمّا رأى بنو إسرائيل التابوت رضخوا لقيادة (طالوت) وذهبوا معه إلى القتال. وفي الطريق مرّوا بنهر وكانوا عطاشى، فقال (طالوت): هذا النهر اختبار من الله لكم، فمَن يشرب لن يستطيع القتال إلّا مَن أخذ بيده قليلًا. فشربوا منه إلّا قليلًا منهم، وبعد اجتيازهم النهر قال الذين شربوا من الماء: لا طاقة لنا اليوم على قتال (جالوت) وجنوده، فرجعوا ولم يقاتلوا، ثم مضى (طالوت) مع القلّة المتبقيّة من الجنود، ولمّا بدأ القتال دعوا الله تعالى قائلين: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة: 250)، فنصرهم الله بقدرته، وتمّ قتل (جالوت) على يد (داود) أحد جنود (طالوت). اللغز: س1/ يعدّ العلم والقوّة الجسميّة امتيازًا للقائد العسكريّ، ولم يُؤخذ النسب والمال بعين الاعتبار، لماذا؟ س2/ هناك شرط ثالث للقائد العسكريّ غير العلم والقوّة، فما هو؟ ج: 1- التوفيق من الله. 2- كثرة الجنود. 3- السلاح. أجوبة قصّة بقرة بني إسرائيل: ج:1/ كان بإمكانهم أن يذبحوا أيّ بقرة شاؤوا؛ لأنّ الأمر الإلهي لم يحدّد شكل البقرة ونوعها، وصيغة التنكير (بقرة) تدلّ على عدم إرادة التحديد، والله تعالى إنّما شدّد عليهم في المواصفات لمبالغتهم في السؤال والاعتراض. ج2/ الجواب الأول والثاني. ....................................... (1) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: ج2، 216.