حَفلُ التَّكلِيفِ الإِلهِيِّ فِي مَجمُوعَةِ مَدارِسِ العَمِيدِ

دلال كمال العكيليّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 3357

ها هي فتاة اليوم ترتدي تاج العفّة والوقار، وتسمو لتستضيء بنور الزهراء (عليها السلام). فتاة تزيّنت بجلباب العفاف، لتتلألأ بدرًا في السماء، فتمتلئ حياتها برضا الله تعالى، والولاء لأهل بيت النبوّة (عليهم السلام)، والنصرة لصاحب الزمان (عجّل الله فرجه). (إنّ الأسرة هي البيئة الأولى التي تزهر وتثمر فيها حياة المكلّفات، وما نحن إلّا شركاؤها في تعهّد هذا الغرس الطيّب، والعمل على إثماره...) جاء هذا في كلمة الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة في حفل سنّ التكليف الشرعي السنوي لطالبات مجموعة مدارس العميد التعليمية التابعة لقسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة، والتي ألقاها رئيس قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة الدكتور أحمد الكعبيّ، وأضاف: كلّنا أمل ورجاء بأن تؤدّي الأسرة دورها في تبصير بناتنا بحقيقة التكليف ومقتضياته، وجعله حدثًا مفصليًا في حياتهنَّ، وذا أثر جليّ في سلوكهنَّ، وهو رجاء مشفوع بثنائنا الجميل، وشكرنا الجزيل لأولياء أمور بناتنا الذين وثقوا بنا، وآمنوا بمشروعنا، واهتمّوا بعملنا، وأسهموا في غرس القِيم الدينية والأخلاقية في نفوس بناتنا، وكذلك مشفوع بعهدنا الدائم على أن لا ندّخر وسعًا في تقديم الأفضل تربويًا وتعليميًا في مشروعنا الإنساني الكبير الذي غايته بناء الإنسان مثلما أرادته السماء عبر توفير بيئة تربوية باستطاعة أبنائنا أن يعيشوا فيها بسلام آمنين. وتابع قائلًا: نحن حريصون كلّ الحرص على رسم المسار السليم، وتهيئة السبيل القويم أمام المكلّفات؛ ليأخذ حدث التكليف أثره العملي في حياتهنَّ، وذلك عن طريق البرامج التربوية والدينية والأخلاقية التي من شأنها أن تعلّمهنَّ تعاليم الدين الحنيف، وتبصّرهنَّ بالأحكام الشرعية، ثم تهيئة البيئة المدرسية المناسبة التي تذكّرهنَّ دومًا بتكليفهنَّ على المستويين: الفردي والاجتماعي، وتيسّر لهنَّ سبيل الالتزام بالعبادات، وحُسن المعاملة مع الآخرين، ومكارم الأخلاق. وأوضح قائلًا: إنّنا على يقين بأنّ طائر هذا الاحتفال البهيج ليس بوسعه أن يحلّق ببناتنا في سماء الدين القويم بجناح عملنا وحده، بل لا بدّ من الجناح الآخر، وهو الأسرة الجادّة والحريصة على أن يكتنف التكليف الإلهي حياة بناتنا الكريمات. آراء أبدت بعض الأمّهات آراءهنَّ، ممّن شاركت فتياتهنَّ في حفل التكليف البهيج، أو ممّن تابعنَ ذاك الحدث: أمّ رقية: كان الحفل على مستوى عالٍ جدًا من الترتيب والإعداد المنظّم الذي لم نشهد مثيلًا له على مستوى العراق، ولا نبالغ إذا ما قلنا إنّ الحفل كان عالميًا من جميع النواحي: الفنّية، والتقنية، وقد غمرتنا روحانية عالية حين حضوره، وكلّ ذلك بفضل رعاية العتبة العبّاسية المقدّسة، ودعم متولّيها الشرعي اللامتناهي، وعمل ملاكاتها التعليمة الدؤوب، وكان أثر العمل الجماعي واضحًا جدًا، فالعمل كان بمنزلة خليّة نحل متكاملة، تعطي عسلًا نقيًّا، ألا وهو ثمار الغد، تلك الريحانات التي غُرِست في تلك التربة الطيّبة، وتعلّمنَ على يد أكفأ المعلّمات، وكان الحفل صورة ناصعة لجيل المستقبل. أمّ إلياس: أطلّت فراشتي بأبهى حلّة وأروع رداء، فتاتي هي سعادتي، وابتسامتي، ومستقبلي المشرق، فكم بذلتُ من جهود لتعليمها المبادئ الأساسية، وأصول الحجاب، كأنّ الشمس اليوم نسجت خيوطها تاجًا، ولمعت النجوم في عين طفلتي فرحًا، إذ ذابت مع تلك الجموع الملائكية لتكون شعاع أمل في مستقبل الأمة. ضمياء العواديّ: في الوهلة الأولى ظننتُ أنّ عبارة (حفل ملائكي) أنا فقط مَن أطلقها على هذا الحفل، حتى رأيتُ آلاف التعليقات التي تصفه بالملائكي، والبعض تساءل عن ماهيته، وتكاثرت الردود وهي تصفه وتُعرّف به، هذه الصورة التي تركها الحدث عالقة في أذهان كلّ مَن حضر أو شاهد الفيديو، وهي رسالة تلقّاها المسلم وغيره، ورآها الجميع بهذه الهيئة الملائكية التي تليق بها، فمشكورة كلّ الجهود التي كانت مصداقًا للحديث الشريف: "كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم..."(1). بشرى رحيم: منظر رائع يدخل السرور على قلب مولانا المهديّ (عجّل الله فرجه) في زمن تنتشر فيه مظاهر منافية لتعاليم ديننا، والحفلات التي تقيمها العتبات المقدّسة أعادت لنا الأمل في جيل المستقبل. نتمنى للعاملين التوفيق بانطلاقاتهم نحو الأفق، وخدمة بلدنا العزيز، والانضواء تحت لواء المرجعية الرشيدة؛ لنكون خير ممهّدين لظهور مولانا الحجّة بن الحسن (عجّل الله فرجه). #هاشتاكات* #العتبة_العبّاسية_المقدّسة #التربية_والتعليم_في_مكانها_الصحيح #الأئمة_الاثنا_عشر #مدارس_العتبات انتشرت (هاشتاكات) كهذه على منصّات التواصل الاجتماعي، وقد كانت تشيد بالدور الرائد للعتبة العبّاسية المقدّسة الراعية لتلك النشاطات الموضوعة في ضمن معايير ترفع من قدر المجتمع بكلّ شرائحه، فحفلات التخرّج كانت الجانب المشرق الذي لا يُقارن بما هو شائع الآن، وقد تناول مدوّنون في تلك المواقع الأحداث على نطاق واسع، ومن أهمّ ما جاء في تلك المُدوَّنات التعرّض لذكر الفرق الشاسع بين محتوى الحفلات التي تُقام في رياض الأطفال، أو المدارس، أو الحرم الجامعي، وبين ما تقدّمه العتبات المقدّسة للمتعلّمين ابتداءً من رياض الأطفال وانتهاءً بالجامعات من حفلات بهيجة ذات محتوىً رصين، مثلما تقدّم الجميع بالشكر الجزيل إلى العتبات المقدّسة التي تسعى إلى تقديم الأفضل للمجتمع بكلّ فئاته، وهناك طلبات مستمرّة لإحياء محافل كهذه تجتمع تحت قبّة قمر العشيرة (سلام الله عليه)؛ لتكون انطلاقة مباركة من تلك الروضة المباركة. كان لحفل سنّ التكليف الشرعي السنوي أصداء على مستوى العراق والعالم العربي، فلم يُشهد من قبلُ إقامة حفل تكليف ضخم كهذا، إذ ضمّ (1200) مكلّفةً، وكانت الفعّالية على مستوى عالٍ من الترتيب والتنسيق الذي يُعدّ مظهرًا مشرقًا لبنات الغد، تلك الزهور التي بلغت سنّ التكليف الشرعي المبارك في كنف أسرة جعفرية ولائية؛ لتغدو فردًا نافعًا يسرّ قلب صاحب الأمر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف). ..................................... (1) ميزان الحكمة: ج ٤، ص ٣٦٠٢.