رياض الزهراء العدد 183 لحياة أفضل
سَتُسأَلينَ
رُوي عن الإمام موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) أنّه قال: قال رسول (صلّى الله عليه وآله): " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت"(1). تصوّري أنّكِ واقفة بين يدي الربّ العظيم وسألكِ عن شبابكِ فيما أبليتِه، فماذا سيكون جوابكِ وقتها؟ هل تمتلكين إجابة مقنعة؟ أم ستطأطئين رأسكِ خجلًا؛ لأنّكِ قضيتِ سنين عمركِ بما لا يرضيه؟ من هذا المنطلق ينبغي على كلّ مؤمن عاقل أن يكون حريصًا على الأعوام والشهور والأيام، بل حتى الساعات والدقائق من عمره، فكثيرًا ما نشاهد ظاهرة التغافل عن هذا الأمر، فنرى الشباب من الفتيان والفتيات يقضون أغلب أوقاتهم فيما لا يُرضي الله (عزّ وجلّ)، فبعضهم يقضي مع أجهزة الجوّال والحاسوب ساعات طويلة بتصفّح منصّات التواصل الاجتماعي من دون تحقيق هدف معيّن، والبعض الآخر يقضي وقته بما لا فائدة فيه. فالعمر أيّتها الفتاة العزيزة هو تلك الساعات والدقائق والثواني التي تضيع منكِ بدون أن تشعري بها، مثل ضياع البذور في أرض صخرية لا أمل في إنباتها. هناك بعض الطرق التي تساعدكِ على اغتنام نعمة العمر، منها: ١- تنظيم الوقت، ووضع جدول زمني لكلّ يوم بحيث لا تبقى ساعة إلّا ووُضِع لها عمل مفيد. ٢- الابتعاد قدر الإمكان عن الأجهزة التي تستهلك وقت الإنسان، كأجهزة الجوّال وغيرها. ٣- حذف كلّ البرامج والتطبيقات التي تتسبّب في هدر وقتكِ. ٤- التقرّب إلى الله (عزّ وجلّ) أكثر عن طريق قراءة القرآن الكريم، وأحاديث النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، فهي ما يشعركِ بالراحة والطمأنينة، وستجدين الآيات والأحاديث الشريفة تنبّهكِ من غفلتكِ، عندها ستكونين أكثر حرصًا على شبابكِ. ................................ (1) بحار الأنوار: ج ٦٨، ص ١٨٠.