رياض الزهراء العدد 183 لحياة أفضل
الاِنزِلاقُ الإلكتِرُونيُّ
استولت الشبكة العنكبوتية على حياتنا بكلّ مفاصلها، وأصبحت مجالسنا وضحكاتنا بلا صوت، بل استبدلناها بالكتابة والصور الرمزية (Emoji)؛ للتعبير عن بعض مشاعرنا تجاه الآخرين، سواء كان جَدًّا أم هزلًا. وقد وقع الكثير في سوء فهم الحياة الإلكترونية بوصفها غير الواقع، وهذا الانفصال جعل من الاهتزاز النفسي يغطّي فئة واسعة من الناس. وتوسّعت دائرة النشر، وانتشرت المحتويات الخاوية الخالية من المحتوى، وهذا ما يزداد يومًا بعد يوم بسبب المشاهدات، وكمّية الإعجاب، أو التعليقات بإيجابها وسلبها، فهي بذلك ترفع من نِسَب انتشار المحتوى، وبعض الاطراءات الفارغة الصادرة من بعض المتابعين محدودي المعرفة والثقافة. صار النشر اللاهادف هوس الكثيرين، وغدت المراسلات غير خاضعة لقواعد منضبطة، مثل الوقت، فأصبح الليل نهارًا، والنهار ليلًا، وانتهاكات للخصوصية، وعدم احترام المجتمع بنوع المادّة التي تُنشر، وسرعة الثقة بالغرباء، وإفشاء الأسرار وغيرها. العلاج: 1- تقوى الله في كلّ تحرّكاتنا وسكناتنا. 2- الثقافة والوعي، بخاصّة أنّ الضوابط الاجتماعية هي نفسها في الواقع وفي المحادثات، فالإنسان السويّ الملتزم لا يقتصر وجوده على مكان وزمان واحد، فيدرك الخطر المحدق بالعقول من جرّاء العقول الناعمة؟ 3- الابتعاد عن البرامج والتطبيقات والألعاب السارقة والحارقة للوقت الثمين، والاقتصار على ما يزيد من تطوّركِ وتقدّمكِ. 4- ترك الفضول، وعدم إبراز العضلات الوهمية عبر التعليق على كلّ شيء أو محاولة النظر إلى كلّ شيء. 5- قتل الفراغ الدافع إلى الانجذاب لهذا العالم، فاتركي بصمتكِ في العالم الواقعي، عن طريق توظيف طاقتكِ في العلم والعمل؛ للنهوض وتحسين الواقع. وأخيرًا، من الجميل جدًا أن نستفيد من الإنترنت لتطوير المواهب وصقلها، والاطّلاع على تجارب الناجحين، والاقتداء بل احتذاء حذوهم لتكون مالكًا جيدًا لا مملوكًا.. بعض الامثال تضرب ولا تقاس. فمثلًا المغناطيس يجذب الحديد فقط لا الخشب، إذن من كانت نيته نقيه وقلبه سليم ينجذب لما يفيده اما من كان فارغًا من داخله فهو لا يعرف نفسه فيتخبط في طريقه.