أَطفالُنا وَالحُبُّ الإِلهِيُّ

زينب عبد الله العارضيّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 402

أمانات أودعها الله تعالى عندنا، وودائع ستُستردّ لنُسأل عنها ساعة حسابنا، هِبات نستلذّ بألطاف وجودها في حياتنا، وروافد خير تنفعنا بعملها الصالح في قبورنا بعد رحيلنا، إنّهم أولادنا وفلذّات أكبادنا، وبهجة نفوسنا. ولكي نحظى بأبناء بارّين صالحين، علينا تربيتهم على حبّ ربّ العالمين، فدعاء المؤمنين: (... رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان: 47). ولا شك في أنّ تحقيق ذلك يتطلّب السعي والتضحية والصبر في المسيرة، وللحصول على أولاد يكونون للعين قرّةً، وللقلب فرحةً ومسرّةً، علينا أن نربّيهم على حبّ خالقهم، ونربطهم به، ونجعلهم يتوقون إلى مرضاته. إنّ غرس حبّ المولى في نفوس الأبناء يضمن صلاحهم واستقامتهم؛ لأنّ المحبّة تستتبع طاعة المحبوب والعمل بما يريد، وتجنّب ما لا يريد، فيتحقّق المطلوب. ومن أجل أن نفلح في غرس حبّه سبحانه في نفوس أولادنا، لا بدّ من الاستعانة به في كلّ خطواتنا، وليكن دعاؤنا من أعماق قلوبنا: ربّنا اشرح لنا صدورنا، وأعنّا على تربية أولادنا. وهناك بعض القواعد الأساسية في التربية الإيمانية: 1- الغرس الحَسَن: لا بدّ من مراعاة الطرق السليمة في التربية واتّباعها؛ لنجني الثمرة التي نريدها، فعند الحديث عن الخالق العظيم، ينبغي أن نبتعد عن ذكر النار والعذاب والجحيم، ويكون كلامنا عن الرحمة الإلهية، والجنان، وما أعدّه الله لعباده من النعيم المقيم، فهذا الأسلوب من شأنه تعميق علاقة الطفل بخالقه. 2- القدوة الحَسَنة: من أنجع الوسائل التربوية وأجداها نفعًا أسلوب التعليم بالقدوة، فإن أردنا للأولاد سلامة المسيرة والطريق، فلنكن قدوةً صالحةً لهم، وأسوةً حَسَنةً يرون فينا الحبّ الإلهي، ويتجسّد في حركاتنا المنهج الربّاني. ٣- توثيق العلاقة مع الثقلين: كلّما أفلحنا في ربط الأولاد بالثقلين كلّما نجحنا في إرساء قواعد الاستقامة في حياتهم، فليكن القرآن الكريم غذاءَ أرواحهم، ولتكن سيرة أهل البيت (عليهم السلام) منهاجهم في جميع مراحل نموّهم. 4- بيان فلسفة العبادات والتكاليف الشرعية: تعويد الأولاد على إتقان العبادات بشكل تدريجيّ يضمن التزامهم في المراحل الآتية، مع ربط كلّ ذلك بالمحبّة الإلهية. 5- الإجابة عن أسئلة الأولاد بحبّ وسعة صدر: السؤال مفتاح الكمال والفلاح، والمربّي الناجح هو مَن يفتح أمام أولاده آفاق الخير والصلاح، ويجعل من أسئلتهم بوّابةً للرقيّ بشخصياتهم، ووضع أقدامهم على طريق السموّ والنجاح. وأخيرًا، فلنربط كلّ جميل بالخالق سبحانه، ولنعوّد أولادنا على طَرق أبواب كرم الله تعالى وإحسانه، واللجوء إلى رحاب لطفه، والتعرّض لنفحات كرمه، والشكر الدائم على مِنَنه ونِعَمه.