عُزُوفُ التَّلامِيذِ عَنِ المُؤَسَّسَةِ التَّربَوِيَّةِ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 203

تُعدّ المدرسة البيت الثاني للأبناء، والبيئة الآمنة لاحتضانهم؛ لكونها تشكّل النواة الأساسية لتلقّي العلوم والمعارف، وهي بمثابة الحديقة الغنّاء التي يستقي منها المتعلّم القواعد السلوكية الصحيحة، ومركز للإشعاع الفكريّ، والنبراس المنير لذوي القدرات والمواهب والإمكانات البارعة في شتّى الفنون والابتكار، لكن تعترض الأهل جملة من التحدّيات مع إطلالة العامّ الدراسي الجديد، وقرع أجراس الشروع في دخول المؤسّسة التربوية التي تشمل مرحلة رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية للصفوف الأولى، وإحدى تلك التحدّيات رفض المتعلّم الذهاب إلى رياض الأطفال أو المدرسة، وإبداء ذاك الرفض بالتمرّد والغياب المتذبذب بين الفينة والأخرى، متّخذًا بعض التبريرات ذريعةً لعدم الذهاب، وأخرى نجده ضحيةً لظروف خارجة عن إرادته، منها: تأثّره بالمشاكل الأسرية التي تخصّ والديه، أو تعرّضه للتنمّر، وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي به من قِبل أقرانه من التلاميذ أو أحد المعلّمين، أو إصابته بأحد الأمراض، وربّما يكون السبب اكتفاءه الذاتيّ، وتمتّعه بالإشباع المعنوي في الأسرة وحصوله على ما يريد، فلا يكترث للروضة أو المدرسة. ويُعدّ تعلّق الطفل بالأمّ، وعدم استقلاله في أثناء مرحلة النموّ أحد أسباب رفضه الذهاب إلى المدرسة، ممّا يؤدّي إلى إصابته بحالة من القلق والاضطراب بسبب الانفصال العاطفي المؤقّت بينه وبين أمّه، ويحدث القلق أيضًا بسبب مرور الطفل بتجربة مؤلمة في أثناء وجوده في دُور الحضانة، وعليه ينبغي أن يعتمد الوالدان على خطّة مدروسة لتهيئة أبنائهم المتعلّمين معنويًا ونفسيًا، وعلاج شعورهم بالخوف من المجهول، والحرص على تلبية حاجتهم إلى الأمان مع التحلّي بالهدوء والإيجابية، واحتضانهم قدر المستطاع؛ لأنّه يقلّل من التوتّر، بل يسهم في التأقلم والانسجام مع محيط المدرسة، والبقاء معهم لمدّة من الوقت لإشعارهم بالاطمئنان. وللمدرسة دور في توفير جوّ من الألفة والترحيب عند بدء العام الدراسيّ عبر توزيع بعض الهدايا والألعاب، وتزيين الصفوف. أمّا التزام أولياء الأمور باصطحاب أبنائهم إلى المدرسة، وإرجاعهم إلى البيت، وعدم التأخّر عليهم، فهي خطوات تمنح الأبناء الثقة، وتعزّز من قيمتهم، إلى جانب استخدام أسلوب المحاكاة وسرد القصص الترفيهية والذكريات الجميلة عن المدرسة على إخوتهم الذين لم يلحقوا بهم بعدُ في المراحل الدراسية، فضلًا عن استخدام كلمات التشجيع والإطراء بدلًا من التهديد والعقوبة، وإقامة صداقة مثمرة ومرحة مع الطفل، وإعطائه الفرصة لاختيار زيّ المدرسة، والحقيبة، والأدوات المدرسية الخاصّة به.