رياض الزهراء العدد 183 الملف التعليمي
التَّضَخُّمُ العَدَدِيُّ لِلتَّلامِيذِ.. وَاقِعٌ مَفرُوضٌ وَمَرفُوضٌ
في الحَرّ والقرّ تختنق الأنفاس وتصعب؛ لتزايد أعداد الطلبة في الصفّ الواحد، إضافة إلى إعاقة الحركة، وصعوبة فهم الدروس، وعدم سير العملية التربوية بانسيابية. فالتضخّم العدديّ في الصفوف سبب رئيس في تأخّر العملية التعليمية، ومتابعة المعلّمين للطلبة وواجباتهم واهتماماتهم ونفسياتهم؛ لضيق وقت الدرس، بخاصّة إذا كان دوام المدرسة ثلاثيًا، إضافة إلى تشتّت انتباه الطلبة لكثرة الضوضاء، وغيرها من نتائج التضخّم العدديّ، ويمكننا اختصار وصف هذه الحالة بأنّها تشكّل ضغطًا كبيرًا على المعلّمين والطلبة على السواء، بينما تخفّف الضغط على إدارات المدارس وجدولها المزدحم في ظلّ وقت الدوام القصير. أجل، التضخّم العدديّ للصفوف واقع مفروض على مدارسنا وإن كان مرفوضًا للأسباب المذكورة أعلاه، إلّا أنّه من باب المعالجة بالإمكانات المتاحة كضيق الوقت، وقلّة الصفوف، والملاكات التدريسية، يمكننا تخفيف حدّة تلك النتائج قليلًا عن طريق تنظيم وقت الدروس الحضورية داخل الصفّ بشرح الأمور المهمّة، وإكمال الأمور الثانوية إلكترونيًا، وكسر روتين الدروس والأثاث لتحسين نفسيّة الطلبة، وزيادة عدد المقاعد لتقليل عدد الطلبة في المقعد الواحد، والاهتمام بتهوية الصفوف جيدًا، وتزويدها بالمراوح صيفًا، وإعطاء درس واحد في الساحة أو في الممرّات المفتوحة. لا ننكر أنّ العملية التربوية الآن تعاني من الكثير من النقص والإهمال، وعلينا أن نكمل المسيرة التعليمية عبر التخطيط الصحيح والممنهج لإدارات المدارس وملاكاتها على الرغم من ضعف الإمكانات والتجهيزات الوزارية؛ لاستثمار ما يمكن استثماره لخدمة العلم والمسيرة التعليمية.