رياض الزهراء العدد 183 عطر المجالس
"...يَومَ لا ظِلَّ إِلّا ظِلُّهُ..."
تبادلنَ الهمسات ووجوههنّ تشرق أملًا وتفاؤلًا، فهذه ثمرات تعب السنين، وعصارة الروح، يرسمنَ بأرواحهنَّ الجميلة صورة طيّبة لمستقبل مشرق. ـ أمّ عليّ: حيّا الله بناتنا. ـ أمّ حسين: بوركتنَّ. ـ زهراء: وحيّاكنَّ الله، وبارك فيكنَّ أمهاتنا الفاضلات. ـ زينب: لقد أكملنا كافّة مسلتزمات المجلس الحسينيّ، ونأمل أن ينال رضاكنَّ (قالتها بثقة). ـ أمّ جعفر: سلمت الأيادي. ـ أمّ زهراء: لكنّنا نريد منكنَّ دورًا أكبر. ـ أمّ عليّ: حقًّا، فعليكنَّ نعقد الآمال ببقاء هذا النهج القويم. ـ أمّ حسين: أنتنَّ في مرحلة مهمّة جدًا، مرحلة الشباب، مرحلة تأسيس وبناء، وكلّما كان الأساس صحيحًا، والبناء رصينًا، كان المجتمع قويًا متماسكًا. ـ أمّ جعفر: ولقد أثنى الإمام الصادق (عليه السلام) على الشباب، فقال: "...عليكَ بالأحداث، فإنّهم أسرع إلى كلّ خير"(1). ـ أمّ جواد: هذا واضح، فلطالما كان الشباب المحرّك الأول للثورات، فهم المدافعون عن القِيم والمبادئ. ـ أمّ عليّ: فمثلًا نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) التي نعيش في رحابها، كان للشباب فيها بصمة واضحة، وأمثلة رائعة. ـ أمّ جعفر: أحسنتنَّ، مثل البطولات المشرقة التي جسّدها عليّ الأكبر، والقاسم، وجون، ووهب والغلام التركي (عليهم السلام)، فعلى الرغم من اختلاف القومية والبيئة، لكن جمعتهم قوّة العقيدة وسموّ الهدف. ـ أمّ جواد: كذلك نجد مواقف السيّدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليهما السلام)، الشابّة المؤمنة، المحافظة على عفّتها وكرامتها، العارفة بإمام زمانها، الشجاعة التي لا تخشى بطش الظالمين. ـ أمّ حسين: ولكي تكنَّ بمستوى الثناء من العترة الطاهرة (عليهم السلام) عليكنَّ باتّباع سيرتهم، والتحلّي بأخلاقهم. ـ أمّ زهراء: أجل، فقد ورد عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "إنّ لله تعالى مَلَكًا ينزل في كلّ ليلة، فينادي: يا أبناء العشرين جدّوا واجتهدوا"(٢)، إشارة منه (صلوات الله عليه وآله) إلى أهمّية استثمار الوقت، وعدم هدره في سفاسف الأمور. ـ أمّ جعفر: ومن سنّتهم الحثّ على طلب العلم؛ لما فيه من خير للدنيا والآخرة، فقد ورد عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال: "تعلّموا العلم صغارًا تسودوا به كبارًا"(٣). ـ أمّ جواد: طوبى لمَن نشأ على طاعة الله تعالى بمّا أعدّه له يوم القيامة، فقد ورد في الحديث الشريف: "سبعة في ظلّ عرش الله عزّ وجلّ يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عزّ وجلّ..."(4). ـ زهراء: ما أعظم هذا الموقف! اللهمّ اجعلنا منهم. ـ نبأ: لكن المعروف أنّ الشباب مرحلة طلب الدنيا، وجمع المال للمستقبل. ـ أمّ حسين: حبيبتي هذا لا يتنافى مع العمل الصالح، فقد جاء في قوله تعالى: وابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا...) القصص:٧٧(. ـ أمّ زهراء: بل قد يكون طلب الآخرة مقدّمة لطلب الدنيا، فعن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) أنّه قال: "يا معاشر الشباب عليكم بطلب الآخرة، فقد والله رأينا قومًا طلبوا الآخرة فأصابوا الدنيا والآخرة، ووالله ما رأينا مَن طلب الدنيا فأصاب الآخرة"(5). - أمّ عليّ: رزقنا الله خير الدنيا والآخرة. .................................................. (1) الكافي: ج ٨، ص ٩٣. (2) مستدرك الوسائل: ج ١٢، ص ١٥٧. (3) شرح نهج البلاغة: ج ٢٠، ص ٢٦٧. (4) بحار الأنوار: ج ٦٦، ص ٣٧٧. (5) ميزان الحكمة: ج75، ص284.