رياض الزهراء العدد 183 التربية الرقمية
دَوْرُ الأُمِّ التَّثقِيفِيُّ فِي التَّعامُلاتِ الرَّقْمِيَّةِ للأَبناءِ
التربية الرقمية هي مجموعة من القواعد التي تمكّن المجتمع من التعامل الصحيح والمنتج مع النُظم الرقمية عبر امتلاكهم الوعي بإيجابيات جميع أنواع التواصل الافتراضي وسلبياته، يأتي هذا الدور المهمّ بعد أن توسّعت الرقميات، واجتاحت جميع مفاصل الحياة، فنشأ مصطلح (المجتمعات الرقمية). وتشمل التربية الرقمية قواعد تنظّم العلاقات الافتراضية بين الأفراد، وطرق التعامل النافع، كالأخلاقيات، القِيم، العادات الصحّية، السلوكيات الصحيحة، وكذلك التعاملات، والأنشطة، والإنجازات، والمهامّ، وهي بمجملها وُظِّفت لجميع الجوانب، العملية منها والنفسية، والاجتماعية، والمادّية، وغيرها. ويشترك في تطبيق طرق التربية الرقمية كلٌّ من الدولة، المجتمع، البيئة، المدرسة، وتأتي الأسرة في المقام الأول. وعلينا أن نسلّط الضوء على نقاط عدّة من قواعد التربية الرقمية، فهي جزء من مكوّن علمي وتربوي تتعامل به الأمّ مع أبنائها الذين تجاوزوا سنّ الطفولة، فمنهجية التفكير والشعور هو أحد سمات المرحلة العمرية التي يعيشونها، وتتأثر بشكل كبير بما يشاهدونه ويسمعونه في العالم الرقمي، فهم كثيرو التخيّل والتقلّبات المزاجية، لذا على الأمّ الانتباه إلى الأمور الآتية: 1- التغيّرات السلوكية عند الأبناء حتى إذا كانت بسيطة، مثل السهر إلى ساعات متأخرة، أو التعلّق بشكل أكثر من السابق بالجوّال، أو رفض الخروج مع العائلة بشكل متكرّر، أو تشتّت التفكير وعدم الانتباه والتركيز الواضح، وهي تغيّرات على الأمّ معرفة أسبابها، والتعاون مع الأبناء لإيجاد حلول لها، وعدم التهاون بها أو إهمالها. 2- على الأمّ أن تساعد أولادها على كيفية وضع الحدود مع المعارف والغرباء في العالم الافتراضي وترتيبها، وأن يكون هناك تركيز مكثّف على كيفية التعامل مع الغرباء بخاصّة، ومعرفة مخاطر الانزلاق في إعطاء الثقة لهم. 3- إعطاء موجز بسيط ودوري عن أضرار العالم الرقمي يحاكي منطقة اللاوعي لديهم. 4- على الأمّ ترتيب الكلام، واختيار المفردات المؤثرة وغير القاسية في آن واحد حين تريد مناقشتهم عن سلوكيات تودّ تغييرها، أو تعدّل عليها من أجل كسب تفهّم أبنائها، واستيعاب كلامها الموجّه إليهم. 5- عدم استخدام أسلوب واحد، مثل التهديد والوعيد، أو التسامح الدائم، بل يجب أن يكون هناك توازن في المعاملة بين الحَزم واللين. 6- أن تردّد الأمّ على مسامع أولادها بأن ليس كلّ ما يشاهدونه في (السوشيل ميديا) حقيقيًا، حتى إذا تطابق الصوت مع الصورة وأقيمت الحجج والبراهين، فهناك مَن هم محترفون في تزييف الحقائق. 7- الإصغاء الجيّد إلى الأبناء حين ينقلون معلومة ما من (السوشيل ميديا) قد تأثّروا بها أو أعجبتهم، وعدم الاستهزاء بهم؛ كي لا تخلق حاجز التردّد لديهم، أو الامتناع عن التحدّث عن مشاعرهم مع الأمّ تجاه ما يرونه في وسائل التواصل المختلفة، وإعطاؤهم الفرصة ليتكلّموا، واستيعاب آرائهم حتى لو كانت غير ناضجة، وقبل انتقادهم لا بدّ من الثناء على ما قالوه، ثم شرح نقاط الاختلاف والخطأ بعد أن تعطيهم الوقت الكافي ليكملوا حديثهم.