أُمِّي مَرِيضَةٌ

زهراء خضر الموسويّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 235

في يومٍ من أيام الصيف شديدة الحرارة، استيقظ عليّ من النوم، واستغرب ذلك كثيرًا، ففي العادة توقظه أمّه ليتناولا وجبة الإفطار معًا، فذهب مسرعًا ليبحث عن أمّه حتى قبل أن يغسل وجهه أو ينظّف أسنانه. توجّه عليّ نحو غرفة أمّه ليراها ما تزال مستلقية على سريرها. فقال: صباح الخير يا أمّاه، ما بالكِ؟ لِمَ لم تقومي من الفراش بعدُ؟ فأجابته أمّه بأنّها مريضة ومتعبة جدًا على غير عادتها. حزن عليّ كثيرًا لكونه اعتاد على تمضية كلّ صباح مع أمّه حتى عودة أبيه من العمل، فقبّل أمّه وقرّر هذه المرّة أن يقوم هو بتحضير وجبة الإفطار لها، فذهب بهدوء إلى المطبخ كي لا تزعجها الضوضاء، وأحضر كأسًا من الحليب، وحمله إليها بيده الصغيرة، وعاد مرّة أخرى إلى المطبخ ليحضر الزبدة والمربّى وقطع الخبز، وبينما هما يتناولان الإفطار، فإذا به يقوم ويسرع إلى المطبخ ويحضر قطعًا من الفاكهة قائلًا لها وهو يبتسم: الآن أصبح إفطارًا شهيًّا ومغذّيًا يا أمّي. كان عليّ سعيدًا جدًا وهو يشاهد أمّه وقد استعادت قوّتها، وحينما رأت نشاط ولدها الصغير قالت له وهي تحتضنه بأنّها حقًّا فخورة به وبما فعله، وكيف أنّه يحمل حسًّا عاليًا بالمسؤولية، فأجابها: إنّكِ يا أمّي تقومين يوميًا بعمل كلّ شيء بدون أيّ تذمّر أو ملل، فلا ضرر في أن أساعدكِ عندما تحتاجين المساعدة، فأنتِ تستحقّين المساعدة دومًا حتى وإن لم تكوني مريضة.