رياض الزهراء العدد 186 الملف التعليمي
التَّجارِبُ التَّنمَوِيَّةُ وَدَورُها فِي النُّهوضِ بِالمُؤَسَّسَةِ التَّعلِيمِيَّةِ.. التَّجرِبَةُ المَالِيزِيَّةُ أُنمُوذَجًا
تُعدّ التجارب الدولية في قطاعات الحياة المختلفة لاسيّما قطاع التعليم جديرةً بالاهتمام والدراسة، منها تجارب الدول الآسيوية، وأهمّها التجربة الماليزية؛ لما حقّقته من إنجازات كبيرة يمكن أن تستفيد منها الدول النامية عامّة، والدول العربية بخاصّة؛ كي تنهض من التخلّف والجمود والتبعية، وذلك لأنّ هذه الدولة من الدول الإسلامية ذات المقوّمات الكبيرة على مدى العقود الأربعة الماضية، وقد حقّقت قفزات هائلة في التنمية البشرية والاقتصادية، إذ أصبحت الدولة الصناعية الأولى في العالم الإسلامي، فضلًا عن أنّها الأولى في مجال الصادرات والواردات في جنوب شرق آسيا، وتمكّنت من تأسيس بنية تحتية متطوّرة، فضلًا عن اهتمامها بقطاعات الحياة المختلفة، لاسيّما قطاع التعليم. وقد حقّقت المؤسّسة التعليمية في ماليزيا خطوات أساسية عديدة، أهمّها(1): 1. التزام الحكومة بمجّانية التعليم الأساسي. 2. الاهتمام بتعليم المرأة. 3. الانفتاح على النُظم التعليمية المتطوّرة. 4. التركيز في التعليم الابتدائي على المعارف الأساسية، وترسيخ الروح الوطنية. 5. العناية بتأسيس معاهد لتدريب المعلّمين، والتدريب الصناعي. 6. التوافق مع التطوّرات التقنية والمعلوماتية. 7. توظيف التعليم الجامعي في خدمة الاقتصاد. ومن أجل أن ننهض بالواقع التعليمي في العراق، فنحن بحاجة ماسّة إلى تجربة عملية كالتجربة الماليزية، تساعد على النهوض بالمؤسّسة التعليمية، وتخطو بها خطوات إيجابية نحو الأمام، وهذا لن يتمّ إلّا إذا تمّ تحويل التعليم إلى قطاع إنتاجي لأجيال عديدة، وتمويل قطاع التعليم، والحرص على تقديم الخدمات التعليمية بشكل كبير، ودعمه عن طريق تخصيص موارد سنوية من الميزانية العامّة للدولة؛ للنهوض به وتطويره، ومن ثمّ توفير الإمكانات، وإتاحة الفرصة لاستثمار الطاقات الشبابية، فضلًا عن توفير فرص العمل المناسبة لها بالشكل الذي يسهم في استثمار اختصاصاتها الاستثمار الأمثل. ............................ (1) صالح, فائقة سعيد 1999م, التعليم في جنوب شرق آسيا (ط1), وزارة التربية والتعليم, البحرين.