رياض الزهراء العدد 189 الملف التعليمي
المَنهَجِيَّةُ التِّكنُولُوجِيَّةُ وَدَورُها فِي التَّعلِيمِ: (نِظامُ التَّعلِيمِ المُدمَجِ أُنمُوذَجًا)
جاء نظام التعليم المدمج (Blended Learning) ليمثّل الوسيلة التي عن طريقها تستمرّ الحياة العلمية، وتضمن استمرارية تلقّي الطلاب لمفردات منهجهم الدراسي، وبذلك يُعدّ برنامجًا تعليميًا تُستخدم فيه أكثر من وسيلة لنقل المعرفة والخبرة، وإيصالها إلى المستهدَفين، من أجل تحقيق أحسن ما يمكن بالنسبة إلى مخرجات التعلّم، وكلفة تنفيذ البرنامج، وبذلك ما هو إلّا مزج بين استخدام شبكة الإنترنت - كأحد أشكال التعلّم الإلكترونيّ- والتعليم التقليديّ(1). يمثّل التعليم المدمج في عصرنا الحالي الحصيلة النهائية للتجربة التكنولوجية، واستخدامها في تفاصيل حياتنا اليومية، فهو أصبح البديل لطرق التدريس التقليدية التي كانت تُمارس في المدارس والجامعات، وأصبح المستحوِذ على الملفّ التعليمي، ونال الإقبال الواسع من قِبل الطلبة والمعلّمين لسهولته، ولمواكبته جوانب الحياة المختلفة، مثلما أشرنا في المقدّمة. وقد أثبتت العديد من الدراسات مدى فاعلية استخدام التعلّم المدمج في تنمية متغيّرات بحثية متعدّدة لدى الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة ولكافة الاختصاصات، إذ أصبح يستوعب حتى التخصّصات الإنسانية البعيدة كلّ البُعد عن مجال التجربة والإبداع، بل أثبت فاعلية الموادّ المقرّرة، فضلًا عن فاعليته في تنمية مهارات الطلاب في توظيف الوسائل التعليمية، وهذا بدوره يؤثر في مخرجات العملية التعليمية؛ لكونه يركّز على تحقيق أفضل أهداف التعليم عبر استعمال تقنياته الصحيحة؛ لمقابلة أنماط التعلّم الشخصية الصحيحة من أجل نقل المهارات الصحيحة للشخص المناسب في الوقت المناسب. ..................... (1) التعلّم المدمج، التصميم التعليمي، الوسائط المتعدّدة ـ عبد الله إبراهيم محمّد الفقيّ: ص 15.