رياض الزهراء العدد 193 الملف التعليمي
ذَوو الإِعَاقة وأَحَقيتهم فِي التعلِيمِ
أصحاب الإعاقة هم جزء من المجتمع الذي ننتمي إليه، والإعاقة لم تكن يومًا حائلًا أمام تقدّم الأفراد وأن يكون لهم دور مميّز في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، بل إنّ ذوي الإعاقة أنفسهم يرفضون أن يكونوا أفرادًا غير فاعلين في مجتمعاتهم، لذلك نلاحظ مفوّضية حقوق الإنسان ومنظّمتي الـ(يونسيف) والـ(يونسكو) بتّوا في موضوع تعليم ذوي الإعاقة وحقّهم في أن يمتلكوا مستوىً تعليميًا أسوة بأقرانهم، وذلك بناءً على الاستفتاء الذي أُجري وكانت نتيجته بصالح هذه الفئة بواقع ردود (39) دولة، و(12) مؤسّسة وطنية لحقوق الإنسان، و(31) منظّمة من المجتمع المدني، وجهات أخرى صاحبة مصلحة، وفي الموقع الشبكي للمفوّضية النصوص الكاملة لجميع المساهمات الواردة(1). وفي إطار سعي الدول الدؤوب لاحتضان هذه الفئة في المجتمع وبيان أهمّيتها، أفادت بعضها بإصدار منشورات لتعزيز التنمية الشاملة لمسائل الإعاقة والمجتمعات التي تراعي تلك المسائل، وقام الاتّحاد الدولي للاتصالات مؤخرًا بنشر تقرير(2) عن دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يسهل استعمالها، مثل خدمات الإنترنت والتلفزيون، فضلًا عن الأجهزة المحمولة، والخدمات النقّالة في التمكين من إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، وتخلّلت هذه المرحلة إصدار منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة الـ(يونيسكو) في عام (2014م) سياسة نموذجية(3) لتعزيز الجهود الوطنية المبذولة على صعيد استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم. تقع المسؤولية الكبرى في دعم هذه الفئة في المجتمع على عاتق الأسرة لكونها ذات تماس مباشر مع المُعاق، ووجود عنصر الاحتواء، وتقبّل الإعاقة، والسعي إلى الخروج من قوقعة هذه الحالة، ممّا يؤدّي إلى دعم المعاق وحثّه على أن يكون فردًا نافعًا في مجتمعه، ومن ثم فالأسرة صاحبة الدور الأول في انتشال المُعاق من ضغوطات الحالة التي يمرّ بها عن طريق تشخيص حالته وعلاجه وتأهيله وتدريبه وتعليمه، وجعله قادرًا على مواجهة الواقع المحيط به بكلّ قوة. والدور الآخر يكون للبيئة المحيطة بالمعاق، وكيفية احتوائه، ونلاحظ أنّ مجتمعاتنا الآن قد أحرزت تقدّمًا ملحوظًا في الارتقاء بمستوى الجهود الرامية إلى تعميم عدّ الإعاقة مسألة إنمائية شاملة لعدّة قطاعات، والسعي إلى إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم، ليس من منطلق الواجب الأخلاقي فحسب، وإنّما باعتبار ذلك ضرورة لتسريع وتيرة التقدّم الإنمائي، وتحقيق الأهداف الإنمائية المتّفق عليها دوليًا(4). ............................................ (1) التقرير السنوي لمفوّضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، دراسة مواضيعية عن حقّ الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم، الدورة 25،2013، ص3. (2) انظـر: الفريق الدراسي للاتصالات الدولية السلكية واللاسلكية، "نفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة إلى خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات" جنيف، الاتحاد الدولي للاتصالات، 2014، ص14. (3) انظر اليونسكو، "سياسة نموذجية لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الشاملة للجميع في مجال التعليم بما يعود بالنفع على الأشخاص ذوي الإعاقة" باريس، 2014، ص26. (4) المشاورة جرت عبر الإنترنت تحت عنوان: "من أجل وضع خطّة تنمية شاملة لمسائل الإعاقة حتى عام 2015 وما بعده"، مقدّمة التقرير.