نحو واقع تعليمي أفضل..التجربة الأردنية أنموذجا

م. د. خديجة حسن القصير/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 131

بعد أن تناولنا في مقال سابق واقع التجربة الماليزية ودورها في النهوض بالعملية التعليمية إن تم تطبيقها في بلدنا بالشكل الذي يتناسب مع ما هو مُتاح، فلا ضير في أن نستعرض اليوم تجربة أخرى مُغايرة لما ورد في التجربة السابقة، وقد وقع اختيارنا على التجربة الأردنية؛ لأن المملكة الأردنية هي الأخرى قد دخلت ميدان التطور العلمي والمعرفي في حقبة مقاربة لما يمر به واقع التعليم في العراق، وسوف نستعرض بعض التفاصيل عن هذه التجربة وإمكانية تطبيقها على مجتمعنا التعليمي. انصبت جهود الحكومات الأردنية المتعاقبة في السنوات الأخيرة على تأسيس نظام تعلم معرفي يعتمد التقنيات الحديثة بصفته وسيلةً فاعلةً لتحصيل المعرفة بأشكالها المختلفة، وحفظها، ونقلها، وكل هذا تم في ضمن رؤية مستقبلية واعية، ودعم غير محدود من الجهات المسؤولة، وعليه فقد تم تبني استراتيجية وطنية للتعلم الإلكتروني تنطوي على استغلال التقنيات الحديثة بوصفها وسيلةً أساسيةً في نظام التعليم الأردني على جميع المستويات. إن النظام التعليمي في الأردن يُعنى بما يزيد على ثلث تعداد السكان، فعن طريق الإحصاءات الأخيرة تبين أن (75%) من سكان الأردن هم دون سن (30) عامًا، وأن (53%) هم دون سن (18) عامًا، وقد أكدت الإحصاءات على أن جهود التنمية يجب أن تركز على إحداث تغيير في النظام التعليمي عن طريق سياسات واستراتيجيات مُحكمة تدخل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لُب العملية التعليمية بالاعتماد على بعض الأنظمة والبرمجيات التي تم تطويرها محليًا من قِبل شركات أردنية؛ لتوفير وسائل التعلم الإلكتروني باللغة العربية في مدارس المملكة التي تبنتها وزارة التربية والتعليم الأردنية على المستوى المحلي(1). وتم تزويد معظم مدارس المملكة بأجهزة حاسوب زاد عددها على (60,000)، ولضمان استخدام هذه التقنيات الحديثة فقد بدأت الوزارة منذ عام (2002م) بتدريب جميع معلمي الوزارة وموظفيها على استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات، واستغلالها لتحسين العملية التعليمية، وهذه الخطوات آتت ثمارها ولو بشكل محدود(2). ولكي نطبق نظامًا تعليميًا مساويًا لما تتمتع به المملكة الأردنية، فعلينا أن نمتلك الإمكانات التي تمنحها لنظامها التعليمي، ونطمح في أن تُتخذ خطوات مشابهة لما هو معمول به عن طريق إجراءات عملية لإرساء قواعد التعلم الإلكتروني، وتوفير المصادر التعليمية والمناهج عبر شبكات المعرفة المختلفة، التي تؤدي إلى صنع بيئة مثالية لتجربة ناجحة في مجال التعليم الإلكتروني أسوةً بالدول المجاورة. ........................................ (1)بتصرف: حذيفة مازن عبد المجيد، تطوير وتقييم نظام التعليم الإلكتروني التفاعلي للمواد الدراسية الهندسية والحاسوبية، رسالة ماجستير، الأكاديمية العربية، الدنمارك، 2008م: ص51. (2)بتصرف: نبيل الفيومي، التعلم الإلكتروني في الأردن، الندوة الإقليمية حول استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعلم الإلكتروني، الاتحاد الدولي للاتصالات، دمشق،2003م: ص2.