(2300) طالبة في أكبر حفل تخرج في العراق

ولاء عطشان الموسوي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 173

(أنتنَّ جميعًا مشروع أسرة، والأسرة هي النواة الأولى للمجتمع...) مقطع ممّا ورد في كلمة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) التي ألقاها على الطالبات المشاركات في حفل التخرّج المركزي لطالبات الجامعات العراقية (دفعة بنات الكفيل السادسة)، فكعادتها في كلّ عام أقامت العتبة العبّاسية المقدّسة حفل التخرّج المركزي السادس لطالبات الجامعات العراقية والذي ابتدأت به شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية منذ سنوات، حيث ترسل استمارة التسجيل والمشاركة في الحفل إلى كلّ الجامعات العراقية على حساباتها الإلكترونية، فتبلغ أعداد التسجيل ما يفوق العدد المحدّد للمشاركة لكلّ محافظة. وتميّز هذا العام بمشاركة طالبات من الدول الإقليمية، متمثّلة بـ(إيران، الكويت، البحرين، السعودية، لبنان، سلطنة عمان)، إذ لبّت العتبة العبّاسية المقدّسة رغبتهنَّ بالمشاركة، وتكفّلت بتكاليف الرحلة، وهيّأت لهنَّ ولجميع الطالبات المشاركات المكان وكلّ ما يلزمهنَّ من مستلزمات في أثناء وجودهنَّ في محافظة كربلاء المقدّسة، فضلًا عن نقلهنَّ من محافظاتهنَّ إليها بمساعدة منسّقات المحافظات اللاتي أخذنَ على عاتقهنَّ أمور التسجيل والمتابعة بين الطالبات والعتبة العبّاسية المقدّسة. وأوضحت مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية/ السيّدة بشرى الكناني بشأن إقامة الحفل قائلةً: (تقيم العتبة العبّاسية المقدّسة عن طريق شعبتنا احتفالًا بمناسبة تخرّج الطالبات الجامعيات، وهذا الاحتفال هو السادس، وفي بداية الأمر عانينا من تخوّف الطالبات وذويهنَّ من الحضور إلى كربلاء المقدّسة، بخاصّة المحافظات البعيدة؛ لذلك كانت أعداد الطالبات تبلغ (400) طالبة تقريبًا مع عدد من الأهالي الذين يرافقونهنَّ، وفي السنة الثانية زادت ثقة الأهالي بهذه الفعّالية التي تقيمها العتبة المقدّسة، فاستمرّت الفعّالية، وفي الدفعة الثالثة بدأت الطالبات وذووهنَّ ينتظرون موعد التسجيل، أمّا في الدفعة الرابعة فبدأت الأعداد تفوق الاستيعاب، فاضطُررنا إلى فتح استمارة التسجيل لمدّة (12) ساعة فقط لتُغلق بعدها، وفي هذا العام أي (الدفعة السادسة)، تمّ توزيع الطالبات على دفعتين، فأُقيم في مطلع العام الجاري احتفال ضمَّ (1,700) طالبة، وفي شهر تشرين الثاني تمّ استقبال (2,300) طالبة من داخل العراق وخارجه، والحمد لله كانت الأصداء إيجابية وقوية، نرجو عبرها أن نوصل رسالةً إلى المرأة العراقية بأنّها بإمكانها أن تكون قائدة في المجتمع، وأن تتخرّج وتحتفي بانتهاء السنوات الدراسية، وتحتفل بتحقيق كلّ ما تتمنّاه، لكن في ضمن الحدود الشرعية، فلا نحتاج إلى تلك الحفلات التي لا تمتّ إلى الدين بِصلة، والحمد لله هناك اهتمام كبير من الأهالي، وطلبات منهم بأن تكون بناتهم من المشاركات، وهذه هي الرسالة التي أردنا إيصالها إلى المجتمع، ومن الآثار التي لمسناها والتي نفخر بها أنّ من خرّيجات السنوات السابقة تشكّلت (رابطة بنات الكفيل التطوعية) والتي تضمّ (4,500) طالبة، يأتين إلى الخدمة في الأيام العادية إلى العتبة العبّاسية المقدّسة، فضلًا عن الزيارات المليونية، وهذا الأمر من فيوضات المولى أبي الفضل العبّاس (عليه السلام). وقالت السيّدة منى وائل/ مديرة مكتب المتولّي الشرعي للشؤون النسوية: لقد قامت شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية بجهود استثنائية، كلّها تصبّ في خدمة الدين والمجتمع الذي كانت الخرّيجات جزءًا منه، ففي الآونة الأخيرة انتشرت بعض الحفلات المنافية لتعاليم ديننا، بينما الأجواء التي نشاهدها في حفل التخرّج هذا مفعمة بالعفّة والنجابة والحمد لله، فهذه الجهود المباركة تؤتي ثمارها بهذه الطريقة، وعندما يرى الآباء والأمّهات بناتهم في رحاب المولى أبي الفضل العبّاس (سلام الله عليه) بهذا الحجاب والستر، وبهذا الجمال الربّاني، فمن المؤكّد سيفتخرون بوجود بناتهم في هذا المكان، وعندما بادرت العتبة العبّاسية المقدّسة إلى إقامة حفلات التخرّج، كانت الأعداد في البداية قليلة، ثم ازدادت في الموسم الثالث، وتميّز هذا العام بمشاركة (80) خرّيجة من (6) دول إقليمية مع طالبات من (14) محافظة عراقية، وهذا الأمر يُعدّ فخرًا لنا جميعًا. يوم الخميس الموافق لـ: 9/ 11/ 2023م استقبلت العتبة العبّاسية المقدّسة طالبات محافظات الوسط والجنوب والقادمات من الدول الإقليمية في مقرّ إقامتهنَّ في مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) الخدمي الذي هيّأته العتبة العبّاسية المقدّسة لاستقبالهنَّ، وأعدّت شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية برنامجًا خاصًّا لهنَّ بالتعاون مع الشعب النسوية الأخرى، وقد ابتدأ الحفل الذي تقيمه الشعبة تحت شعار: (من نور فاطمة الزهراء عليها السلام نضيء العالم) بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلتها الحافظة (مريم إحسان) من مدرسة دار العلم الدينية في النجف الأشرف، ثم وقفة لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق الأبرار، والاستماع للنشيد الوطني، وأنشودة (لحن الإباء)، وتلا ذلك وقفة احتجاجية تضامنية مع عوائل شهداء غزّة، ودعمًا للشعب الفلسطيني المقاوم لعدوان الاحتلال الصهيوني، وتنديدًا بالعدوان الغاشم الذي طال الأبرياء. ثم ألقت مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية/ السيّدة بشرى الكناني كلمة ترحيبية بالطالبات جاء فيها: تتجلّى للجميع النجاحات المترامية التي حقّقها هذا الحفل عن كلّ مرّة، ونراه يزدان بحلّته السادسة بمشاركة دولية لدول إقليمية متمثّلة بالسعودية، وسلطنة عمان، وإيران، والبحرين والكويت. وفي ختام كلمتها قالت: لأنّ المرأة الفلسطينية تحمل العفّة وهي في مسرى النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وقبلة الإسلام الأولى؛ نرفع الأكفّ بالدعاء عبر قلوبكنَّ البهيّة، ومن الله نستمدّ العزم ونستلهم التوفيق. بعدها قدّمت فرقة (براعم نبع الجود) من معهد القرآن الكريم أوبريت (العباءة)، والذي ركّز فيه على ترسيخ مبدأ العفّة، ودور العباءة في تكوين شخصية المرأة المتوازنة. وفي محاضرة أخلاقية توعوية بعنوان (أكاليل وقناديل) للسيّدة حوراء الأسدي/ مدرسة دار العلم الدينية، التي قدّمتها في ضمن محاور، تحدّثت فيها عن حقوق المرأة في الإسلام وواجباتها في جوٍّ تفاعلي تشاركي، وعرضت للمشاركات مقطعًا فيديويًا صامتًا يبيّن أهمّية دور المرأة الذي خُلقت من أجله، واختتمت محاضرتها بمسابقة تضمّنت أسئلة تناولت مجموعة من الأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) عمّا للمرأة من حقوق، وما عليها من واجبات لتُتوّج الفائزة بإكليل العقيدة والولاء. وشارك موكب السيّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) من مدرسة أمّ السبطين (عليها السلام) من بغداد بعرض مسرحي بعنوان: (جدران السعادة)، تناول دعائم الشخصية الإنسانية، وحصون حفظ المجتمع والأسرة عن طريق استعراض أحداث قدّمها القرآن الكريم والروايات الشريفة. واختتم الحفل المركزي يومه الأول بمسابقات منوّعة قدّمتها السيّدة وديان... الخفاجي/ مدرسة دار العلم الدينية في النجف الأشرف، في جوّ تفاعلي، إلى جانب الأهازيج والمواليد الصادحة من شعبة الخطابة الحسينية مع مشاركة من الضيفة السيّدة اعتدال العجمي من سلطنة عمان. ومع شروق أشعّة شمس يوم الجمعة، انطلقت فعّاليات اليوم الثاني من الحفل المركزي لتخرّج طالبات الجامعات العراقية (دفعة بنات الكفيل السادسة)، إذ تكاتفت القلوب من جنوب العراق حتى شماله بين تلك القبّتين المشعّتين لتنطلق المشاركات في رحلتهنَّ المكلّلة بالنجاح من أجل خدمة أرض هذا الوطن، وافتُتح الحفل بآيٍ من الذكر الحكيم تلاها القارئ السيّد حيدر الدزوني؛ لتصدح الأصوات بعد ذلك مردّدةً قَسَم التخرّج أمام الحرم الطاهر لقمر العشيرة أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) مع الدكتور عبّاس الدده/ نائب الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة، ثم تتوجّه الطالبات إلى زيارة المولى أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، ثم المسير في منطقة بين الحرمين الشريفين؛ ليكلّلنَ نجاحهنَّ بزيارة ضريح سيّد الشهداء (عليه السلام)، ووسط ذلك المسير المنتظم تردّد بنات الكفيل قصيدة (اخلع كفّيكَ). ثم توجّهت وفود الطالبات إلى مجموعة العميد التعليمية بتنظيم متقن وانسيابية في ضمن مجاميع مرتّبة والاستقرار في أماكنهنَّ المخصّصة لهنَّ في الحفل بحضور سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) وعدد من المسؤولين ورؤساء الجامعات العراقية، وافتُتح الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم بصوت القارئ السيّد حسنين الحلو، تلا ذلك لحظة وقوف إجلالًا واحترامًا للنشيد الوطني ونشيد (لحن الإباء)، فضلًا عن إهداء ثواب سورة الفاتحة إلى أرواح شهداء العراق الأبرار. بعدها ألقى سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) كلمة مباركة على مسامع المشاركات، وممّا جاء فيها: (بدءًا نحن نفتخر أن نقف أمام أبنائنا وبناتنا وأن نكون قريبين منهم، وأن نسمع منهم ويسمعوا منّا... إنّ الانسان عندما يعمل، فلابدّ له من أن يحدّد عمله ببعض القِيم، فأهل الباطل لهم قِيم، وقِيمهم هو تفتيت المجتمع بأيّ صورة من الصور، وأهل الخير يحاولون أن يزرعوا بذرة لغرض الإصلاح، وعلى مرّ التأريخ كان هناك مصلحون ومفسدون، وتبقى هذه المعركة ما بين المصلح والمفسد... بناتنا الطالبات في المراحل المختلفة وخصوصًا الجامعيات، أنا من وجهه نظري أن ندخل السرور على عوائلنا وذلك بتثبيت القِيم من أجل مشروع مهمّ، ألا وهو مشروع تكوين الأسرة؛ لذا أخواتي وبناتي علينا أن نصحر بقضيتنا ومبادئنا وقيمنا، فاليوم بناتنا كالملائكة يمشون في أقدس بقعة، وهنَّ في كامل حشمتهنَّ وحيائهنَّ وحجابهنَّ؛ ليعلنَّ للعالم أنّنا انتقلنا من حالة العلم إلى حالة العمل...) وألقى كلمة وزارة التعليم العالي رئيس جامعة الكوفة الدكتور ياسر لفته، إذ قال فيها: (يشرّفني أن أمثّل زملائي من رؤساء الجامعات التي تنتمي إليها هذه الكوكبة من بناتنا الخرّيجات (دفعة بنات الكفيل السادسة)، كذلك أودّ التقدّم بالشكر الجزيل إلى سماحة المتولّي الشرعي وإلى منتسبي العتبة العبّاسية المقدّسة لهذا الجهد الكبير الذي تكلّل بهذه الباقة من الزهور نتيجة لحسن التنظيم والدأب على العمل والإخلاص فيه، وأؤكد على رؤية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في التعاون بين المؤسّسات التعليمية كافة، والاهتمام بالرصانة العلمية؛ لأنّها العمود الفقري الذي يُعوّل عليه للنهوض ببلدنا. وشارك الشاعر محمّد الفاطمي بقصيدة بدأها بأبياتٍ فصيحة: جاءت لترسم هيبة الخطوات هي مَن تجسّد خطوة الملكاتِ قالت أريد هدية وأجبتها الدرّ والمرجان في الكلــماتِ وإذا بصوت الريح يهتف قائلًا قد جئتُ بالخير والبركاتِ واختُتم الحفل بعرض فيلم تناول النشاطات التي تُعنى بها شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية، والمراحل التي مرّ بها الحفل المركزي لطالبات الجامعات العراقية (دفعة بنات الكفيل السادسة) والتعريف بالشُعب والوَحدات النسوية التي تقع تحت مسؤولية مكتب سماحة المتولّي الشرعي للشؤون النسوية؛ لينتهي الحفل المهيب بتكريم عوائل الشهداء معنويًا ومادّيًا.