افتتاحية العدد / تَشوِيهُ الحَقائِقِ وَتَغييرُها بِاسمِ التَّأطِيرِ الإعلامِيّ
التأطير الإعلامي مفهوم يشير إلى الطريقة التي تقدّم بها وسائل الإعلام الأخبار والمعلومات إلى الجمهور، ويرتبط بكيفية اختيار القصص والأحداث من قِبل وسائل الإعلام وتنظيمها وتقديمها، وهذا يمكن أن يؤثر في كيفية فهم الجمهور للمواضيع واستيعابهم لها، والتأطير الإعلامي يمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا، ومن ثم يمكن استخدامه لنقل رؤية معيّنة، وهو يؤثر بشكل كبير في تصوّرات الناس بشأن مواضيع معيّنة، ويمكن أن يُستخدم لتوجيه الانتباه إلى جوانب مقصودة أو لتشويه الحقائق، مثلما حدث مع قضية استشهاد السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والتعدّي على حرمتها والتجرّؤ على حرق باب دارها، وضربها وإسقاط جنينها وما صاحب ذلك من أحداث غيّرها التأطير الإعلامي لمصالح سياسية لأطراف جائرة اغتصبت الخلافة من أصحابها، وتلاعبت بمصير الأمة؛ لذلك يُعدّ فهم كيفية التأطير الإعلامي مهمًّا للقارئ والمشاهد لتقييم المعلومات بشكل أفضل واتّخاذ قرارات مستنيرة، ولمناقشة الخطر المحدق بالمجتمع الإسلامي بشكل عام، ويجب مراعاة العديد من العوامل والسياقات المحيطة بالمجتمعات الإسلامية المختلفة حول العالم، وهذا السياق يمكن أن يختلف بشدّة بين الدول المختلفة والمناطق المتنوّعة، ومن العوامل التي يمكن أن تشكّل تحدّيات وتأثيرات سلبية في المجتمعات الإسلامية هو الآتي:
1ـ التطرّف والإرهاب: فقد انتشرت الجماعات المتطرّفة بشكل واسع لتشوّه صورة الإسلام.
2ـ الفقر والبطالة.
3ـ النزاعات والصراعات التي أدّت إلى تدمير البُنى التحتية للبلدان المتناحرة وتشريد مواطنيها.
4ـ التحدّيات البيئية كتغيّر المناخ والتلوّث.
5ـ التطوّر التكنولوجي وأثره في منظومة القِيم في المجتمعات الإسلامية.
6ـ التحوّلات الإيديولوجية وانتشار الثقافات الدخيلة.
تجدر الإشارة إلى أنّ المجتمعات الإسلامية متنوّعة في نسيجها وتختلف في تحدّياتها واحتياجاتها، ومن ثم يجب معالجة هذه التحدّيات بشكل مناسب عن طريق التعاون المحلّي والإقليمي والدولي، وتوظيف الموارد والجهود لتعزيز التنمية والاستقرار والتعايش السلمي في هذه المجتمعات.