رياض الزهراء العدد 200 بنات الكفيل
أصداء حفل التخرج المركزي لطالبات الجامعات العراقية
في أكبر حفل تخرّج لطالبات الجامعات العراقية تقيمه العتبة العبّاسية المقدّسة على مدى سنوات بتنظيم متقن واستنفار لملاكاتها لتتمّ كلّ ترتيباته بلا هفوة أو خلل ما، تميّز في دورته السادسة بمشاركة الدول الإقليمية، والتي تمثّلت بـ(لبنان، إيران، السعودية، الكويت، البحرين، سلطنة عمان)، فخرجت الطالبات لتأدية القسم أمام حرم أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بمسيرة مهيبة، وتجمّع جميل، وتنظيم لجلوسهنَّ من قِبل ملاكات العتبة العبّاسية المقدّسة ليرسمنَ به العلم العراقي لتعلو كلمة (الله أكبر) مصاحبة الأجواء الروحانية لتخرجهنَّ، فجاءت الأصداء بشأن الحفل من الطالبات المشاركات ومن الوفود تعبّر عن مشاعر تفيض فرحًا. تحدّثت حنين حميد/ كلية هندسة علوم زراعية - المثنّى ووجهها ملؤه البهجة: حَدَثٌ لو أردنا التعبير عنه بكلمة واحدة فلا نستطيع، لِنقلْ إنّه أمنية العمر، فمنذ سنوات عندما انطلق هذا الحفل وأنا أرى التواجد فيه بمنزلة الحلم المستحيل، حيث كنتُ أتأمّل وأحدّث نفسي قائلةً: مشاركتي في الحفل مستحيلة، لكنّها تبقى أمنيّتي الكبيرة، لذلك اتّخذتُ الدعاء سلاحًا، وبقيتُ لسنوات وأنا أدعو وأنادي: يا أبا الفضل، سيّدي تكرّم عليّ وحقّق لي هذه الأمنية، وفجأة حقّقها المولى والحمد لله، كأنّها معجزة حدثت لي، فقبل أسبوع من موعد الحفل كنتُ أرزح تحت العناية المشدّدة، ثمّ كُتِب لي عمر جديد بفضل أهل البيت (عليهم السلام) وبركاتهم، فهم النعمة الإلهية التي لا نستطيع أن نؤدّي حقّ شكرها، بخاصّة مولاتي فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي لا يخيب مَن استغاث بها، حتى شعرتُ أنّ مشاركتي في الحفل مكافأة لي من مولاي صاحب الزمان (عليه السلام) المرتبط ذكره بمولاتي فاطمة (عليها السلام)، ومن أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، لا أدري كيف سارت الأمور من دون عوائق، فلم أزر كربلاء في حياتي غير ثلاث مرّات، وعندما أطلعتُ أهلي على نيّتي بالمشاركة في الحفل والذهاب إلى كربلاء، كان جواب والدي: توكّلوا على الله، فهذا الحفل بالقياس إلى الحفلات التي تُقام في الجامعات هو بمنزلة الحياة مقابل اللاحياة، فلم أفرح بنجاحي أو قبولي في الكلية مثل هذا الفرح، لكنّي شعرتُ أنّي ملكتُ أكبر شهادة في الدنيا بمشاركتي بالحفل، وشعرتُ بنفسي متألّقةً، فقد حصلتُ على فرصة يتمنّاها الجميع. أمّا مريم إياد/ رياضيات من ذي قار، فقالت: قبل كلّ شيء أهدي تخرّجي إلى مولاي صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) وأنا أشعر بالفخر الكبير، فشعور جميل جدًا أن يُتوّج تخرّجي ومسيرتي الدراسية على مدى (16) سنة في رحاب المولى أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، فقد كانت أمنيتي أن أختم مسيرتي الدراسية في حضرة هذه الأجواء الروحانية، حيث التجمّع الجميل لجميع المحافظات الذي أتاح لنا فرصة التعرّف على أخواتنا من مختلف الأماكن، تجمعنا محبّة روحية، ووقفنا للتصوير معًا؛ لنوثّق ذكريات الحفل الجميلة، كل الاستعدادات كانت منظّمة بشكل مميّز، ابتداءً من الاستقبال إلى سائر فقرات الحفل، وأودّ أن أشجّع جميع الطالبات على أن يُتوّجنَ تخرّجهنَّ بهذا الحفل الرائع، مثلما أشكر الله تعالى على كوني من المشاركات فيه. وتحدّثت طيبة سلمان من محافظة واسط/ المعهد الطبّي التقني/ قسم التخدير قائلة: شعور مهيب والأجواء مرتّبة بشكل مبهر، جزيل الشكر للقائمين على هذا الحفل، فالفرق بينه وبين الحفلات الأخرى هو الأجواء الروحانية التي تبيّن الهدف من الحصول على الشهادة، فتجعل الإنسان بصدق يشعر أنّه حقّق إنجازًا لبلده عندما يختم حياته الدراسية هنا، فهذه ستكون بداية كلّ خير إن شاء الله. أمّا الطالبة أشواق خضر فاضل/ كلية التربية/ قسم تاريخ ـ كركوك، فقالت: شعوري لا يُوصف، فأنا من الطالبات اللاتي يفتخرنَ بآبائهم، فوالدي استُشهد دفاعًا عن مقدّسات الوطن، واليوم أنا موجودة بحفل التخرّج هذا، أشكر العتبة العبّاسية المقدّسة شكرًا خاصًّا؛ لأنّ لولا جهودهم لم نكن هنا لنتعرّف على بنات الكفيل من جميع محافظات العراق من شماله حتى جنوبه، وبهذه التخصّصات سنخدم بلدنا ونربّي أولادنا ليكونوا جيلًا صالحًا مستعدًّا لنصرة الحقّ وخدمة الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه). ومن محافظة ميسان عمرة نمير/ كلية العلوم/ قسم علوم الحياة قالت: كانت تجربة جميلة جدًا، والشكر لسيّدي أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) الذي لم يخيّب رجائي وحقّق لي هذه الأمنية، وفي ما مضى كنتُ أشاهد الخرّيجات وأقول: يا ليتني أكون معهنَّ، والحمد لله الذي رزقني هذه النعمة، وتشرّفت أن أكون من بين الخرّيجات في هذه الدفعة، كلّ شيء كان في غاية التنظيم، والمنسّقات لم يقصّرنَ معنا، وعندما وصلنا كربلاء المقدّسة، وجدنا استقبالًا رائعًا بانتظارنا، وكلّ شيء كان مهيّئًا على أتمّ وجه، إنّ فكرة هذا الحفل رائعة وغير مطروقة من قبل، نُفّذت بجهود العاملين في العتبة العبّاسية المقدّسة، لا أدري ماذا أقول، فشعوري لا يُوصف؛ لذلك أنصح كلّ بنت مقبلة على التخرّج أن تنضمّ إلى هذا الحفل المهيب. ومن ديالى تحدّثت فاطمة الزهراء عبد الكريم/ قسم تقنيات تخدير: شاركنا في حفل التخرّج المركزي لنكون جزءًا منه، فليس المهمّ أن ننهي سنوات الدراسة ونتخرّج ونقيم حفلًا، بل نحتاج إلى دعوة خاصّة من الإمام (عليه السلام) لنحصد ثمرة تخرّجنا، ونتوّج الرحلة بزيارته في هذه المناسبة المباركة، وليتميّز حفلنا من بين حفلات التخرّج الأخرى التي تُقام وهي عديمة الجدوى والفائدة، ولا تحمل أيّ طاقة روحانية، بينما في هذا الحفل شعرنا بطاقة إيمانية، إضافة إلى المشاهد الجميلة التي جمعتنا، فلأول مرّة أسافر خارج المحافظة من دون مرافقة أهلي، ففي بداية الأمر خافوا عليّ واعترضوا، لكنّهم شعروا بالاطمئنان بعدما علموا بمرافقة المنسّقات لنا ونحن متّجهات إلى كهف الأمان الإمام الحسين وأخيه قمر العشيرة (عليهما السلام) برعاية العتبة العبّاسية المقدّسة، فهل يوجد أمان أكثر من هذا؟! بينما قالت فاطمة عليّ/ كلية الهندسة - البصرة: منذ نعومة أظفاري وأنا متعلّقة بمولاي أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بشدّة، ولمّا كبرتُ ووصلتُ إلى مرحلة التخرّج، عزمتُ على أن يكون حفل تخرّجي مميّزًا؛ لذا قرّرتُ أن يكون بجوار الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس (عليهما السلام)، وعندما فُتح باب التسجيل في الحفل وسجّلتُ اسمي وتمّ قبولي، كانت فرحتي لا تُوصف، فلم أكن أصدّق أن أكون في أقصى جنوب العراق، ويكون حفل تخرّجي في كربلاء المقدّسة، لقد كان حفلًا مميّزًا حقًّا. وقالت فاطمة محمّد باقر/ الجامعة التقنية الوسطى/ قسم تقنيات التمريض ـ بغداد: أحسستُ بالفخر وأنا أشارك في هذا الحفل التي تتّسم أجواؤه بالسلام والطمأنينة الروحية، وعندما أكون في مكان كهذا في ضمن جوقة من الفتيات المؤمنات اللاتي يشبهنني، أشعر بقوة انتمائي لديني، فالبعض يفضّل الحفلات التي تُقام في أغلب الجامعات التي يغلب عليها الطابع الغربي وذلك بذريعة الحرّية والانفتاح على حدّ زعمهم، وفي الحقيقة هو ليس انفتاحًا، بل احتلال لكيان الطالبة المسلمة وغير المسلمة، فلا توجد شريعة سماوية تدعو إلى الانحراف والانحلال، بل كلّ الشرائع تحترم المرأة وتقدّسها، والإسلام نهى عن الابتذال لكنّه لم يحرم المرأة من حقوقها في الحياة ما دامت لا تسيء إلى كيانها، فالمرأة بطبيعتها الأنثوية تحبّ الجمال والتجمّل فطريًا، لكن ينبغي أن يكون في ضمن الأطر الشرعية، بعيدًا عن أنظار الرجال الأجانب. وقالت الطالبة زهراء عامر/ جامعة ابن سينا للعلوم الطبّية والصيدلانية/ طبّ أسنان - صلاح الدين: من العام الماضي وأنا أتطلّع إلى المشاركة في هذا الحفل، فقد شاركت سابقًا إحدى صديقاتي ونقلت لنا تفاصيل الحفل، وشعرتُ حينها بشعور روحاني جميل، وأصبحت أمنيتي المشاركة، وكم كانت فرحتي عظيمة عندما علمتُ بإقامة الحفل في هذا العام لتتسنّى لي المشاركة، فضلًا عن سعادة أهلي بمشاركتي أيضًا. ومن لبنان سجى عليّ قرنبش/ الجامعة اللبنانية/ كلية العلوم قالت: السبب الرئيس والدافع لمشاركتنا هو الشوق واللهفة لزيارة مراقد الأئمة (عليهم السلام)، فأغلبنا من الخرّيجات اللبنانيات كانت هذه هي المرّة الأولى التي نزور فيها كربلاء المقدّسة، فجئنا للتبرّك بالمراقد المطهّرة، والتوسّل بهم وطلب الحاجة عندهم، فهم وسيلتنا إلى الله تعالى؛ لأنّنا سنبدأ حياتنا العملية، ونؤسّس لها؛ لذلك نأخذ البركة من أصحاب البركة، وهذا الحفل المهيب هو بمنزلة رسالة إلى العالم أجمع بأنّ العالم الإسلامي يهتمّ بالعلم والتعلّم، ولدينا الكثير من الأحاديث الشريفة التي قارنت بين العلم والعبادة، فعن إمامنا الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "عالم يُنتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد"(1)، مثلما أنّ هذا الحفل يؤكّد على أنّ المرأة المسلمة تستطيع الوصول إلى أعلى المراكز، وتقود المجتمع لتسير به إلى الأمام، وشتّان بين الحفلات التي تُقام في الجامعات المختلفة وبين هذا الحفل الغني جدًا بفقراته الممتعة، والذي يُقام في أقدس بقعة في العالم، بحضرة الإمام الحسين (عليه السلام)، وبين يدي إيقونة التفاني والإيثار المولى أبي الفضل العبّاس (عليه السلام). أمّا فاطمة الرويعي/ علاج تنفّسي – القطيف، فقالت: سجّلت اسمي في الاستمارة الخاصّة بالحفل المركزي لطالبات الجامعات العراقية من العام الماضي عن طريق برنامج التليغرام، ولم أكن أعلم كيف سيكون اشتراكي وأنا لستُ من العراق، وقلتُ في نفسي أنّ المولى أبا الفضل العبّاس (عليه السلام) سيرتّب الأمور، ثم كلّمتني أستاذتي التي أمضينا (13) عامًا من الدراسة عندها، قائلةً: إنّ السيّدة مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية قد تواصلت معها وأخبرتها بأنّهم يرحّبون بحضور الطالبات من السعودية للمشاركة في حفل التخرّج، فرشّحتني أنا وصديقتي (نوراء)، فانتابنا شعور بالسعادة لا يُوصف، ممزوجًا بالدموع، فربّما لا نستحقّ هذا العطاء، لكن كرم أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) يغدق على الجميع، وبصفتنا موالين لأهل البيت (عليهم السلام) لابدّ من أن نربط دراستنا الأكاديمية بهدفنا الأسمى، ألا وهو التمهيد لظهور إمامنا المنتظر (عجّل الله فرجه)، وهذه المبادرة التي قامت بها العتبة العبّاسية المقدّسة ستعزّز العلاقات الدولية وتوطّدها، فضلًا عن تعزيز العلاقات بين المحافظات داخل العراق، نتمنّى أن تستمرّ هذه المبادرات العظيمة ونكون من الداعمين لها. أمّا المتطوّعة فاطمة سرحان من محافظة البصرة فأعربت عن مشاعرها بالقول: نحن المتطوّعات توجّهنا إلى مضيف أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) لتقديم الخدمات التشريفية لطالبات الجامعات في حفل تخرّج (دفعة بنات الكفيل السادسة) تحت شعار (رعاية الستر والعفاف)، وكان التنسيق لمجيئنا مع مدرسة دار العلم الدينية في محافظة البصرة التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة، وصلنا قبل يوم من وصول الطالبات لنهيّئ المكان لاستقبالهنَّ، وإعداد ما يحتجنَ إليه من وسائل، وبذلك نساند المنتسبات في سائر الشُعب النسوية التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة لكثرة أعداد الطالبات. وقالت منسّقة محافظة ديالى الدكتورة جنان صالح/ أستاذة مساعدة/ كلية التربية الأساسية - قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي: الجهود المبذولة جبّارة، فالتنظيم والخدمات ممتازة، والعتبة العبّاسية المقدّسة قد أعدّت كلّ ما يلزم الحفل، فضلًا عن الاستقبال الجميل والرائع، جئنا من ديالى ومعنا (50) طالبة من مختلف الأقسام والكليات، فمنهنَّ الطبيبات والصيدلانيات والتقنيات والمحاميات، واعتمدنا آلية القبول التي حدّدتها العتبة العبّاسية المقدّسة والتي أهمّها موافقة وليّ أمر الطالبة بتوقيع خطّي مع مستمسكاتها الرسمية؛ للحفاظ على الطالبات وترتيب أمر مجيئهنَّ من دون غبن لحقّ أحد. وصلت الكثير من كلمات الشكر المعبّرة عن مشاعر الامتنان إلى شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية على مبادرتها إلى إقامة حفل تخرّج يجمع الطالبات من عموم البلاد، منها ما قاله الدكتور حسن داخل/ رئيس هيئة التربية والتعليم في العتبة العبّاسية المقدّسة: نبارك لكم هذا النجاح الناصع، وهنيئًا لكم هذا التوفيق الساطع الذي لا يُلقّاه إلّا ذو حظّ عظيم، غرستم الإخلاص والاجتهاد، فحصدتم هذه الثمار التي ذاق حلاوتها القريب والبعيد، فجزاكم الله خيرًا، وأخذ بأيديكم وفريقكم المخلص من نجاح إلى نجاح سامٍ يليق بشعبة مدارس الكفيل الدينية الباذخة، وافر الشكر والامتنان. وبكلمات جميلة عبّرت تهاني المزيدي/ منسّقة من الكويت: أحقًّا انتهت الحكاية؟ حكاية ما خطرت ولو للحظة على بالي، فمنذ (4) أعوام وأنا أنوي زيارة كربلاء المقدّسة لأكثر من مرّة ولم أُوفّق لسبب أجهله، وفجأة ومن حيث لا أعلم أو أخطّط، تصلني دعوة، وأيّ دعوة؟! دعوة تحمل معاني الكرم والجود والبصيرة والثبات والتضحية والإيثار والصمود في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى تعزيز جميع ما سبق في نفوسنا قبل نفوس الآخرين، فكانت تجربة أكثر من رائعة تعجز الكلمات عن وصفها وإعطائها حقّها، ويعجز اللسان عن شكر القائمين عليها، وعندما أعود إلى بلدي سأتذكّر كلّ لحظة مررنا بها في تلك الأيام القليلة الماضية، والتي حصلت فيها مجموعة من الذكريات والمواقف، وأنا أتساءل: هل فعلًا كانت المدّة أيامًا، ألم تكن أكثر؟! وأكاد أجزم أنّنا جميعًا لدينا الشعور نفسه، ويا للأسف لم تُتح لي الفرصة لتوديع جميع الأخوات العزيزات اللاتي تعرّفت عليهنّ في هذه الرحلة بسبب ظروف اختلاف مواعيد مغادرتنا، وهو ممّا لم أعتد عليه، فربّما هي مشيئة الله تعالى أن تجري الأمور بهذه الكيفية كي لا تثبت في ذاكرتي لحظة وداع للحكاية الجميلة، بل تظلّ النهاية مفتوحة، أو تظلّ الحكاية بلا نهاية؛ لتكون هذه هي البداية لحكايا جميلة قادمة، نسهم جميعًا في خطّ سطورها. سُعدتُ وتشرّفتُ بمعرفة كلّ واحدة من أخواتي وبناتي الحبيبات، والشكر موصول للمولى أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) ولجميع بنات العبّاس (عليه السلام) وأبنائه على كلّ ما قدّموه لضيوف صاحب الجود، أثابكم الله وبارك في جهودكم، وأثمرها ثمرًا طيّبًا يانعًا، وإلى لقاءٍ قريب بإذن الله تعالى. أمّا اعتدال العجمي/ سلطنة عمان فقالت: أبارك لنا جميعًا هذا الحدث الفخم المميّز، المنظور بعين الله تعالى وآل البيت (عليهم السلام)، والمحفوف بعناية صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه) وألطافه، والمبارك بفضل العباس (عليه السلام) وجوده وكرامات أمّه الطاهرة أمّ البنين (عليها السلام). إلى السيّدة بشرى الكناني وجميع الأيادي البيضاء المتعاونة على البرّ والتقوى: شكرًا لكلّ الجهود التي تضافرت جمالًا وروعةً والتي لا يمكن وصفها واختصارها بأيّ كلمة أو تعبير، فقد كانت تجربة لن تُنسى بكلّ تفاصيلها، من مشاعر مفعمة بكلّ أحاسيس الولاء والانتماء والحبّ والسلام، لاسيّما ونحن عند باب قبلة الساقي والكفيل (عليه السلام)، جعل الله هذه الجهود التي تكلّلت بالنجاح الباهر تعجيلًا لظهور إمامنا (عجّل الله فرجه) والنصر والعافية، نشكركم على كرمكم وحُسن ضيافتكم، فضلًا عن سائر الإعدادات التي تجاوزت حدّ الخيال، فلا جعله الله آخر العهد لكم ولنا. ولمنسّقة مجموعة فاطميات الحجاز/ زينب إبراهيم هنبوب كان حديث قالت فيه: إلى القائمين على حفل التخرّج المركزي: همسةٌ أكتبها بنبضِ القلب ومِداد الروح، إلى صَرحٍ يَفيضُ بِعطاياه وبأثمن هِباته دائمًا، وإلى أيادٍ كريمةٍ ما فَتِئتْ تبثّ النور وتشكّل للجمال معنى.. من قِبلة الأماني، وكَهْف الحاجات أبي الفضل (صلوات الله وسلامُه عليه)، ومن البهاء المُندّى باسم فاطمة (عليها السلام)، أبعثُ أسمى آيات العرفان والامتنان، إلى كلّ غيمات الفرح التي بلّلتْ روحي، وأنا أعيش هذه اللحظات الباهرة.. وأرى الطالبات في حُلل السعادة حين يقفنَ على أعتاب التخرّج، حاملات مفاتيح التوفيق وأوسمة الشرف، فتقرّ العيون برؤيتهنَّ وهنَّ كالفراشات التي تتباهى بطموحها، وتأخذ بأيديها قامات شاهقة، فنرتّل أنشودة الشكر لكُلّ مَن نظّم، ومنح، ورتّب، وحَضر في هذا العرس البهيج.. وآلاف التهاني للطالبات بنيْل هذا الشرف، والتزيّن بهذه الحلّة المباركة، عسى أنْ تنظر إليهنَّ أمّنا فاطمة البتول ومولانا أبو الفضل العبّاس (صلواتُ الله وسلامُه عليهما) بنظرة حانية، ويسدّدا خُطاهنَّ في دروب العطاء والبذل، ونَيْل العلم من منابعه الصافية، وأن يكون العفاف رداءهنَّ والحماس وَمْضتهنَّ المُتوقّدة ما عشنَ، وتُفتح لهنَّ أبواب التوفيق والنجاح في أيامهنَّ القادمة.. وختامًا للجميع عَبَق التحايا والعرفان والامتنان والدعوات بالسداد والموفقية.. وأشادت مسؤولة مركز الثقافة الأسرية بما قدّمته شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية، قائلةً: نحمد الله على أن وفّقنا لنشهد هذا المهرجان البديع الذي تُوّج بالعفاف والحياء لبناتنا من خرّيجات الجامعات العراقية والإقليمية، فهنَّ أمّهات المستقبل، وما هو إلّا ثمرة العمل الصالح الذي سعت إليه شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية، هذه الثمرة اليانعة التي أبهرت كلّ العالم بجميع أطيافه، كيف لا وهي مصداق لقوله تبارك وتعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (فاطر:10)، فالرفعة والكمال هما هدف كلّ امرأة مسلمة اتّخذت مولاتنا الزهراء (عليها السلام) قدوةً لها، واختارت أن تحتفل بتخرّجها بهذه الصورة المبهرة وهي مكفولة للشمس والقمر النيّرينِ: مولانا الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس (عليهما السلام)، وهي مُحاطة بالحشمة والوقار، تسير بثقة ويقين، مستعدّة لخوض غمار الحياة العملية بصدق وشرف، وإيمان بقضيتها الأخلاقية؛ لتكون خير سند لوالديها وزوجها وأولادها حين تشتدّ مصاعب الحياة، فشعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية واعية على دورها في احتضان هذه الشريحة المهمّة من المجتمع، وهي قد حقّقت هدفين ساميين: أولهما تقديم صورة دقيقة عن منهج العتبة العبّاسية المقدّسة في التبليغ والإرشاد الديني وإصلاح الفرد والمجتمع أخلاقيًا واجتماعيًا، والثاني توعية المرأة المسلمة على حقوقها، فقد كرّمها الله تعالى لتكون ملكة على نساء العالم بهيبتها الفاطمية وحجابها الزينبي، والجميع يسعى إلى مساندتها لتكون قادرة على الإدارة والتخطيط والسعي لتنشئة جيل واعٍ بمسؤولياته تجاه نفسه ومجتمعه. نسأل الله أن يوفّقنا لتقديم خدمات كهذه، نابعة من تعاليم ديننا الحنيف، لنستمرّ في مسيرتنا بالرعاية الأبوية للمربّي الكبير والناصح، الداعم سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه).