الملكة بلقيس

أزهار عبد الجبار الخفاجي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 241

ورد في القرآن الكريم قوله تعالى عن لسان الهدهد: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) (النمل:23)، نقل الهدهد النبيّ سليمان (عليه السلام) ما شاهده في مملكة (سبأ) التي يعبد أهلها الشمس من دون الله تعالى، وعن ملكتهم (بلقيس)، أصغى النبيّ سليمان (عليه السلام) إلى الهدهد ولم يسارع إلى تصديقه حتى تحقّق من الأمر، فطلب منه أن يلقي إليهم كتابًا، فلمّا وقع الكتاب بيد الملكة (بلقيس)، أطلعت عليه كبار مملكتها لأخذ المشورة، ووصفته بـ(الكريم)، فقد حوى على وجازته كلّ ما يدعو إليه النبيّ سليمان (عليه السلام)، فكان ردّ فعل الملأ وهم رؤساء قومها هو التحدّي، لكنّها كانت أكثر حكمة منهم، فإنّ رسالة سليمان (عليه السلام) أثارت تفكيرها أكثر ممّا استنفرتها للحرب، وقرّرت أن تلجأ إلى اللين، فحدّثت نفسها بأن تهادنه وتشتري السلام منه بهديّة، فغضب النبيّ سليمان (عليه السلام) عندما رأى الهدية، وهدّدهم بالزحف إليهم والحرب، فعاد رُسل (بلقيس) مبهورين بما وجدوا عليه النبيّ سليمان (عليه السلام)، فقرّرت الذهاب إليه، وحدث ما حدث، وما رأته الملكة من العجائب، فأيقنت أنّه نبيّ مرسل من الله تعالى، فأسلمت معه(1). ................................. (1) قصص النساء في القرآن الكريم: ص133. أسئلة القصّة: س1- لماذا طلب النبيّ سليمان (عليه السلام) من الهدهد أن يلقي كتابًا على قوم (بلقيس) مع أنّ المخاطب هي الملكة نفسها؟ س2- لماذا وصفت (بلقيس) الكتاب بـ(الكريم)؟ س3- لماذا أرسلت الملكة (بلقيس) بهدية إلى النبيّ سليمان (عليه السلام) إذا كانت مصمّمة على الاستسلام؟ س4- لماذا طلب النبيّ سليمان (عليه السلام) إحضار عرش (بلقيس)؟ ........................ أجوبة اللغز السابق: ج س1: تعطي درسًا كبيرًا لكلّ الذين يتعلّلون في تبرير انحرافهم بالبيئة الفاسدة التي يعيشون فيها، فلا يملكون إلّا الخضوع لضغوطها الشديدة لتقول لهم بأنّ مجتمعهم لم يبلغ في انحرافه ما بلغه مجتمعها الخاصّ والعامّ من خطورة الانحراف. ج س2: لأنّ مفاهيم القرآن الكريم تترسّخ عن طريق ضرب الأمثال. ج س3: 1ـ أن تكون في جوار ربّها. 2ـ أن يبني لها بيتًا في الجنّة. 3ـ أن ينجيها من فرعون وعمله. 4ـ أن ينجيها من القوم الظالمين. ج س4: طلبت من الله سبحانه أن ينجيها من فرعون؛ لأنّها لم يكن لها إلّا متابعته، لكن عندما تقول (وعمله) فلا تدعو ضرورة المصاحبة الإشراك في ذلك العمل(1). .............................. (1) تفسير القرآن المبين: ص493.