العناد عند الأَطفال: أَسبابه وعلاجه

آيات حسين الخالدي/كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 195

أشارت معظم الدراسات التربوية إلى أنّ العناد يظهر في السنين الأولى من عمر الطفل، ويبدأ بالتلاشي في سنّ الخامسة إذا أحسن الوالدان التعامل معه والتصرّف معه بشكل جيّد، ومن الأسباب التي تؤدّي إليه تقييد حركة الطفل منذ البداية، ففطرته قائمة منذ الصغر على حبّ الحركة واللعب لكي تنمو عضلاته، ويكتسب الخبرات التي تمكّنه من العيش، فهو يظنّ أنّه يمكنه فعل ما يريد من دون أن يُواجه بالرفض. ومن أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى العناد: 1- القيود المادّية، كصغر مساحة المنزل. 2- القيود المعنوية، كعدم التواصل مع الطفل، وعدم محاورته، وقلّة الاهتمام به وإهماله، فبهذا يزداد توتّره، ويحاول استرجاع الذات، فيلجأ إلى العناد. 3- شعور الطفل بأنّه مظلوم ومنبوذ من أحد أفراد أسرته. 4- الأوامر والتوجيهات الصارمة، والمطالب التعجيزية من قِبل الأهل، والتي تؤدّي إلى العناد الشديد، مع توتّر عالٍ وعدوانية. 5- عدم توفير احتياجات الطفل الملحّة، وشعوره بالعوز لأشياء ضرورية بالنسبة إليه. 6- تقليد الطفل للكبار، فإذا نشأ في بيئة مع أخ أكبر منه ويراه لا يستجيب لأوامر الوالدين، فأنّه سيجعل منه قدوة له، فيتّبع سلوكه نفسه. 7- قد يكون العناد ردّ فعل على حالة نفسية سيّئة في وجدان الطفل، كالغيرة من أحد أخوته بسبب سوء معاملة الأهل له، وتفضيل أحد أخوته عليه، فيؤدّي ذلك إلى اتّباع هذا السلوك بوصفه ردّة فعل على المعاملة غير العادلة. علاج العناد عند الأطفال: 1- توفير بيئة صالحة، إذ إنّ البيئة الصحّية نفسيًا تجعل الطفل يعيش حياة سوية وطيّبة. 2- المعاملة الحَسنة، حيث يستجيب الأهل لمتطلّبات الطفل المعتدلة والمعقولة، فإنّها تجعله يشعر بالحبّ والامتنان للأهل، فضلًا عن التواصل المستمرّ بين الوالدين والطفل. 3- ألّا يُطلب من الطفل تنفيذ الأوامر بصورة فورية وبلهجة حادّة من دون أن يُترك له أيّ خيار أو بدائل. 4- التجاهل، ونعني به غضّ البصر عن السلوك المعاند للطفل، فهو يحاول أن يمارس العناد لإثبات ذاته، أو للفت أنظار الآخرين، وحين نتجاهله نقلّل من عناده، ونحرمه من التمتّع به. 5- أن يقوم الأهل بمكافأة الطفل عندما يقوم بتنفيذ الوظائف المُناطة به، وقد تكون هذه المكافأة مادّيةً كشراء شيء يحبّه أو أخذه إلى التنزّه، أو معنوية كالمدح والتشجيع والكلام الطيّب، ممّا يعزّز عنده الشعور بالرضا، ويقلّل من سلوك الرفض والعناد.