رياض الزهراء العدد 200 طفلك مرآتك
الغابة السرية
بين حشائش العشب الأخضر تدحرجت كرة أحمد، فتبعها مهرولًا ثم أبطأ يبحث عنها، وبينما هو كذلك، إذ لاح لعينيه باب صغير جدًا، يضيء وتتحرّك مقابضه، فاندفع بفضوله ليزجّ نفسه مقتحمًا هذه البوّابة، فانبعث نور ساطع غشّى عينيه، وإذا به ينظر بعدها ليرى مساحة كبيرة تضمّ العديد من الألعاب المتكوّمة خلف سور حديقتهم، انصدم أحمد ممّا رآه، فتقدّم إليه أرنب صغير مرحّبًا به، وأخبره أنّه سيكون صديقهم ومَلِكًا لغابتهم السرّية، ولقد تبيّن لأحمد أنّ هذه الغابة تضمّ جميع الألعاب التي أهملها أصحابها وانشغلوا بالهاتف، فساءت حالتها وتدهورت، لذا قرّرت هذه الدمى مساندة بعضها واختيار طفل ذكيّ استطاع التغلّب على مكر الهاتف، وبقي يمارس الرياضات الحركية ويلعب بالألعاب؛ ليساعدهم في استعادة حياتهم الطبيعية بوصفهم ألعابًا للأطفال. فرح أحمد بهذا الخبر وقرّر مساعدتهم، ولكن كيف؟ تبادر هذا السؤال إلى ذهن الجميع، وفجأة نطّت الكرة وقرّرت المشاركة وهي تبتسم لتخبرهم بخطّتها الذكية، ألا وهي أنّها ستنطّ وتتدحرج أمام الأطفال الصغار لتبعد عنهم الهاتف، وبينما هم يحاولون التقاطها، تتقدّم ألعابهم المفضّلة وتستقرّ أمامهم حتى يتذكّروها ويحنّوا إلى ذكرياتهم الجميلة معها، وفي هذه الأثناء يدخل (أرنوب) لمساعدة الدُمى على إبعاد الهواتف المحمولة عنهم، ثم يأتي دور أحمد ليقوم بمشاركة الأطفال اللعب بدُماهم، وبهذه الطريقة سيحصل أحمد على أصدقاء كُثر، وسيشجّعهم على عيش هذه المرحلة الجميلة والاستمتاع بها عن طريق الاكتشاف والتعلّم بالتجربة عبر الكثير من الأفكار والألعاب الحركية باستخدام قطع المكعّبات، والكرات، والصلصال، وغيرها. تحفّز الجميع لهذه الفكرة، وقرّروا تنفيذها بعد التدريب، وتحضير العدّة اللازمة. وبعد يومين من التجهيز احتفل سكّان الغابة السرّية بعودتهم إلى منازلهم من جديد بمساعدة أحمد وكرته، واتّفقوا على اللقاء أسبوعيًا في هذا الملتقى؛ ليحافظوا على أصدقائهم الأطفال من خطر الهاتف.