تأثيرات ملونة

زينب ناصر الأسديّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 459

يُصنّف الآباء بحسب تأثيرهم في حياة الأبناء إلى تصنيفات متعدّدة استنادًا على السلوكيات التي تحرّك المفصل التربوي في الأسرة، باختلاف الثقافات والبيئات التي ينشأ فيها الأفراد واعتاد عليها المجتمع، وفيما يأتي بعض التصنيفات التي تُعدّ الأبرز في ضمن مجموعة الآباء، منها: 1- المرتاحون: هذا النوع من الآباء ليس لهم تأثير واضح في فرح الأبناء وحزنهم، ولا في نجاحهم وفشلهم، في الحقيقة يعيشون في عالم منفصل على الرغم من قربهم واشتراكهم في المكان والزمان، ولا يختلف حال هؤلاء عن سائر المخلوقات التي تُعنى بإطعام صغارها على الفطرة، من دون ملاحظة الجوانب الروحية والتنموية. 2- المتسلّطون: هذا النوع يسعى دومًا إلى تكوين علاقات عمودية، يسيطر فيها الأقوى على الأضعف بطرق سلطوية لا تتحمّل النقاش، ممّا يفاقم الأمر سوءًا، فلا يشعر أفراد الأسرة بالمرح والطمأنينة فحسب، بل سيعانون من الاضطرابات والقلق النفسي الذي يخلق المشاكل، ويهيّئ الأرضية لمشاكل سلوكية أكبر. 3- المتذمّرون: يقضون الوقت بالتذمّر والتشكّي، ولوم الأبناء وباقي أفراد الأسرة، فلا يغيّر فعلهم هذا من الواقع شيئًا، ولابدّ من مناقشة الأمور المهمّة، وإيجاد الحلول المعقولة لحلّ الأزمات وترتيب الأولويات. 4- المحاضرون: يحبّ هذا النوع توجيه النصائح وإلقاء المحاضرات المطوّلة باستمرار، وتقديم النصائح مغلّفة على طبق لذيذ إلى الآخرين، متناسين أنّ الواقع يختلف كثيرًا عن التنظيرات المعلّبة والجاهزة، فالنصيحة لابدّ من أن تكون مختصرة، وتغيّر شيئًا من الواقع إن كان سلبيًا. 5- القلقون: الآباء القلقون لا يستطيعون التحدّث بهدوء ووقار واستقرار، بل يلجؤون إلى استخدام الصراخ والكلمات النابية غير المهذّبة التي تزيد الأمر تفاقمًا، هذا النوع لو صمت لوفّر على نفسه وغيره الكثير من المشاكل. 6- العاطفيّون: الحنان الزائد يؤدّي إلى نتائج غير محمودة في التربية، ويؤدّي إلى زيادة التوقّعات من قِبل الأبناء، ومن ثم لو امتنع الآباء عن هذا السلوك فجأة لسبب ما، فسوف يشعر الأبناء بالقلق والتوتّر. 7- المسؤولون: توفير الحاجات الأساسية للأبناء كالمأكل والمشرب من واجبات الآباء، بل هو أمر فطريّ لدى جميع المخلوقات بنسب مختلفة، مثلما أنّه أمر طبيعي، فلو أعدنا الحسابات فسنجد أنّنا نوفّر الطعام والشراب حتى للحيوانات الأليفة في بيوتنا، لكن ما يميّز التربية الصحيحة هي الاهتمام بسعادة أبنائنا، والاطّلاع على المستجدّات التربوية، وتفعيلها من أجل خلق مصاديق ناجحة في المستقبل.