رياض الزهراء العدد 200 رسائل ذاتية
عاصفة السلام
إلى السيّدة الصغيرة بداخلي أنا: لا تزالين تدهشينني بما تبلغينه من المعرفة، ولله الحمد على نعمه اللامتناهية، يكلّ اللسان عن شكرها، والعقل عن إحصائها، فالحكمة الإلهية نعمة لا يضاهيها شيء، وهي تمنح الطمأنينة والثقة بأنّ ما كان لكِ فلن يفوتكِ، بل سيأتيكِ حتى إذا حالت بينكِ وبينه كلّ معيقات الدنيا، وما ليس لكِ فلن يكون لكِ ولو اجتمعت الدنيا معكِ. الإيمان بالتوقيتات الإلهية تعني أنّ كلّ شيء في الحياة موقوت لمواعيد لا تتقدّم ولا تتأخّر، علمها عند الله سبحانه وتعالى وحده، فلا شيء يأتي عن طريق الصدفة.. والإيمان بالنفس بأنّها من عطاء الله جل وعلا ونفحة من نفحاته التي تستحقّ الاهتمام بها وبقدراتها، لذا فهي بحاجة إلى الحماية والصيانة؛ لأنّها أمانة الله سبحانه وتعالى.. وأخيرًا الاتّزان الذاتي، وما أجمله من شعور يضيف الهدوء والسلام الداخلي والتصالح مع الذات.. أن تحبّي نفسكِ مثلما هي، وتستشعري الجمال الإلهي بداخلكِ، فتحبّين كلّ هالاتكِ وحالاتكِ.. أن تعيشي المشاعر بمراحلها المختلفة وتحبّيها كيفما كانت، هو السلام والتقبّل عينه، هو احتضان الساحل للأمواج.. التعلّم من التجربة، واليقين بأنّ الانتصار يأتي في الحالتين، ولكنّ الأجمل أنّه أكسبكِ خبرات بعد ما جلد ذاتكِ حتى بلوغكِ النضج.. فلكِ كلّ الودّ والحبّ من أعماق فؤادي سيّدتي الراقية الأنيقة، والرقيقة القوية..