تِكنُولُوجيا التَّعَلُّمِ.. آفَاقٌ مُتَجَدِّدَةٌ نَحوَ وَاقِعٍ تَعلِيمِيٍّ مُتَطَوِّرٍ

م. د. خديجة حسن القصير/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 157

في ظلّ التطوّر التكنولوجي الحديث الذي شهده العالم في كافّة المجالات بهدف النهوض بالمجتمع نحو التطوّر والتقدّم، طرأت على المنظومة التعليمية هي الأخرى العديد من المتغيّرات التي تهدف إلى النهوض بالواقع التعليمي نحو الأفضل، وهذا يتطلّب من المؤسّسات التعليمية والأكاديمية العمل على إدخال الوسائل التعليمية الحديثة المختلفة؛ للنهوض بالواقع الدراسي، إذ أصبح ضرورة من الضرورات لضمان النجاح، وجزءاً لا يتجزّأ من بنية منظومتها، ومع أنّ بداية الاعتماد على الوسائل التعليمية في عمليتي التعليم والتعلّم لها جذور تاريخية قديمة، فإنّها ما لبثت أن تطوّرت تطوّرًا متلاحقًا كبيرًا في الآونة الأخيرة مع ظهور النُظم التعليمية الحديثة، ونشرع بتعريف تكنولوجيا التعليم: (صياغة تطبيقية للمفاهيم في ضوء العلاقات بين المعلّم والمتعلّم، وكلّ مَن يهتمّ بالعملية التعليمية، ويشارك في العملية التعليمية والموادّ، وتتمثّل في لغة الاتّصال التعليمي اللفظية وغير اللفظية، والأدوات التعليمية التي تسهم في نقل المادّة التعليمية للمتعلّم نقلًا ميسّرًا يقلّل من أخطاء التدريس التقليدي((1). تؤدّي تكنولوجيا التعلّم دورًا كبيرًا في مواجهة العديد من المشاكل التي يواجهها المتعلّم، من بينها تنوّع مصادر المعرفة، حيث لا يخفى علينا أنّ التقدّم العلمي لا يقتصر على بلد دون غيره، بل إنّ الجديد موجود كلّ يوم في بلاد عديدة، فقط نحتاج إلى المزيد من التعرّف على مكانه، وسبل نشره في تلك البلاد، وكيفية نقله بالأسلوب الأمثل إلى بلادنا، ومن هنا وُجدت أدوار جديدة لتكنولوجيا التعلّم وتقنياتها التي لا تعتمد على الكتاب المدرسي في نقل المادّة العلمية فحسب، بل هناك مصادر كثيرة لتقديم المعارف إلى الطلاب في أماكن وجودهم؛ ليتفاعلوا مع المصادر وفق الطريقة التي تناسب قدراتهم، وتراعي ميولهم وتلبّي حاجاتهم المختلفة، وهناك من المعارف ما يُبثّ بواسطة الأقمار الصناعية، من قبيل البرامج التلفزيونية المفتوحة، أو المكتوبة، إضافة إلى أسطوانات الليزر، وأقراص الكمبيوتر، والتسجيلات السمعية والبصرية المختلفة. ............................................. (1) المحيسن، إبراهيم وخديجة هاشم، التعليم العالي عن بُعد باستخدام شبكة المعلومات الدولية، جامعة أم القرى، كلّية التربية، ص15.